غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني
ویرایشگر
محمد مصطفي كوكصو
سُورَةُ النَّازِعَاتِ
مكية، وهي خمس أو ست وأربعون آية
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢) وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤) فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥) أقسم بالملائكة الموصوفة بصفات تدل على كمال قدرته ونفاذ أمره. فالنازعات: هم ملك الموت وأعوانه الذين ينزعون أرواح الكفار من أعماق أبدانهم. والغرق: اسم الإغراق، كالسلام اسم التسليم، أو مصدر بحذف الزوائد. والناشطات: الذين ينشطون أرواح المؤمنين برفق، من نشط الدلو: أخرجها من البئر. ونشّط الحبل: حلّه برفق. ويسبحون أي: يسرعون فيما أصروا به، فيسبقون بأرواح الكفار إلى النار، وبأرواح المؤمنين إلى الجنة، فيدبرون أمر ثوابها وعقابها، أو النجوم تنزع من المشرق إلى المغرب، وإغراقها: قطع الفلك بتمامه إلى أن تغرب بأن تنشط من برج إلى آخر. من نشط الثور: إذا خرج من بلد إلى آخر. فتسرع في السير، فيسبق بعضها بعضًا، فتدبر ما نيط بها من الفوائد. أو خيول الغزاة تنزع في أعنتها إغراقًا؛ لطول أعناقها؛ لأنها عِراب، فيخرج من دار الإسلام إلى دار الكفر، فيسبح في جريها فيسبق بعضها بعضًا، فتدبر أمر الظفر على المجاز، أو نفوس السالكين تنزع عن الشهوات رأسًا، وتنشط إلى عالم الملكوت، فتسبع في بحر المعارف، فيسبق بعضها بعضًا بقدر القابليات، فتدبر سائر النفوس بالإرشاد والتكميل. والمقسم عليه محذوف دلّ عليه ذكر القيامة بعد. أي: لتبعثن.
1 / 321