76

Ghayat al-Murid

غاية المريد شرح كتاب التوحيد

ناشر

مركز النخب العلمية

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

محل انتشار

مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.

ژانرها

﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي﴾ أفرد هنا السبيل، وهو الصراط المستقيم؛ لأنه سبيل واحد. ﴿عَلَى بَصِيرَةٍ﴾ أي: على علم، والبصيرة عليها مدار الدعوة إلى الله، وقد جاءت نصوص كثيرة تبين أن الداعي ينبغي له أن يكون عليمًا فيما يأمر به، عليمًا فيما ينهى عنه، حليمًا فيما يأمر به، حليمًا فيما ينهى عنه، رفيقًا فيما يأمر به، رفيقًا فيما ينهى عنه، فقد قال الله تعالى لرسوله ﷺ: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩]. وقال تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون: ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: ٤٤]. وقال الرسول ﷺ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (١)، وقال ﷺ: «يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا (٢)»، (٣). والداعي إلى الله له شروط وصفات، منها: الصفة الأولى: أن يكون مخلصًا ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [يوسف: ١٠٨]. الصفة الثانية: أن يكون على بصيرة. الصفة الثالثة: الصبر على الدعوة. الصفة الرابعة: العلم بأحوال المدعوين (٤).

(١) أخرجه مسلم (٤/ ٢٠٠٤) رقم (٢٥٩٤) من حديث عائشة ﵂. (٢) أخرجه البخاري (١/ ٢٥) رقم (٦٩)، ومسلم (٣/ ١٣٥٩) رقم (١٧٣٤) من حديث أنس ﵁. (٣) ينظر: فتح الله الحميد ص (١٧٩). (٤) الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة ص (٤٣ - ٤٨) بتصرف.

1 / 80