47

Ghayat al-Murid

غاية المريد شرح كتاب التوحيد

ناشر

مركز النخب العلمية

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

محل انتشار

مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.

ژانرها

قال ابن رجب وغيره: «إنه -أي: البصيري- لم يترك لله شيئًا ما دامت الدنيا والآخرة من جود الرسول ﷺ». وهذا الغلو فوق غلو النصارى الذين قالوا: إنَّ المسيح ابن الله، وقالوا: إن الله ثالث ثلاثة. وفي قوله: «وَرَسُولُهُ» بيان أنه مرسل من عند الله، فلا يُكذب، بل يصدق ويتَّبَع، وهو ردٌّ على الجافين الذين يكذِّبون برسالته ﷺ، ولا يصدقونه ولا يُطيعونه. «وَأَنَّ عيسى عَبْدُ الله» فيه رد على النصارى الذين يعتقدون أن عيسى هو الله، أو ابن الله، أو ثالث ثلاثة، تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا. قال الطيبي: «في ذكر عيسى تعريض بالنصارى وإيذان بأن إيمانهم مع قولهم بالتثليث شرك محض» (١). «وَرَسُولُهُ» فيه ردٌ على اليهود الذين كذبوه وأنكروا رسالته، ورموه بالبهت، فقالوا: إنه ولد بغي، قال القسطلاني: (ورسوله): تعريض باليهود في إنكارهم رسالته وانتمائهم إلى ما لا يحل من قذفه وقذف أمه (٢). «وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ» قال قتادة ﵀: «هو قول الله تعالى: (كن)، فكان» (٣)، أي: أنَّ عيسى خُلق بكلمة من الله، وهي قوله: (كن)؛ لأن عيسى وُجد من غير أب، وإضافة الكلمة إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف؛ لأن الكلام - ومنه قوله: (كن) - صفة من صفات الله جلَّ وعلا.

(١) شرح المشكاة (١/ ٤٨٠). (٢) إرشاد الساري (٥/ ٤١٠). (٣) ينظر: جامع البيان (٩/ ٤١٩).

1 / 51