117

Ghayat al-Murid

غاية المريد شرح كتاب التوحيد

ناشر

مركز النخب العلمية

شماره نسخه

الثالثة

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م

محل انتشار

مطبعة معالم الهدى للنشر والتوزيع.

ژانرها

وما سبب النَّهي عن الاستنجاء برجيع الدابة أو العظم؟ اختلف في ذلك، فقيل: لأنَّ رجيع الدواب والعظام جُعلا رزقًا للجن، والاستنجاء بهما يفسده عليهم، ولهذا جاء النهي عن ذلك (١). ودليل هذا القول: حديث ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول ﷺ: «لَا تَسْتَنْجُوا بِالرَّوْثِ، وَلَا بِالْعِظَامِ، فَإِنَّهُ زَادُ إِخْوَانِكُمْ مِنَ الْجِنِّ» (٢). وقيل: إنَّ رجيع الدواب والعظام لا ينقيان محل النجاسة؛ لهذا جاء النهي عن الاستنجاء بهما (٣). ودليل هذا القول: حديث أبي هريرة ﵁: «إِنَّ النَّبِيَّ ﷺ نَهَى أَنْ يُسْتَنْجَى بِرَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ، وَقَالَ: إِنَّهُمَا لَا تُطَهِّرَانِ» (٤). ويمكن الجمع بين القولين، فيقال: إنَّ النهي يشمل الأمرين جميعًا، وإن كان القول الأول أظهر وأشهر، والله أعلم. «فَإِنَّ مُحَمَّدًا بَرِيءٌ مِنْهُ» «أي: بريءٌ من فعله، وقاله بهذه الصيغة ليكون أبلغ في الزجر» (٥). واعترض بعضهم على هذا التأويل، بأنه بعيد، وخلاف ظاهر الحديث؛ لأن الضمير في: «مِنْهُ» يعود إلى (مَنْ) في قوله: «مَنْ عَقَدَ لِحْيَتَهُ» (٦).

(١) ينظر: معالم السنن (١/ ٢٧)، وشرح سنن أبي داود للنووي ص (١٨٩). (٢) أخرجه مسلم (١/ ٣٣٢) رقم (٤٥٠)، والترمذي في جامعه (١/ ٣٠) رقم (١٨) واللفظ له. (٣) ينظر: تيسير العزيز الحميد ص (١٣٩). (٤) أخرجه الدارقطني في سننه (١/ ٨٨) رقم (١٥٢)، وقال: «إسناد صحيح». (٥) شرح سنن أبي داود للنووي ص (١٩٢). (٦) ينظر: فتح المجيد ص (١٣٢)، وقرة عيون الموحدين ص (٦١).

1 / 121