- ما أدرج في وسط الحديث: وهذا النوع أقل وقوعا من سابقه، وأكثر من لاحقه.
مثاله: حديث بسرة بنت صفوان ﵂ قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (من مس ذكره أو أنثييه أو رفغه فليتوضأ) وهم فيه عبد الحميد فرواه عن هشام هكذا، والمحفوظ أن ذلك من قول عروة، غير مرفوع، ورواه الثقات عن هشام من طريق أيوب بلفظ (من مس ذكره فليتوضأ) (١) قال أيوب: وكان عروة يقول: "إذا مس رفغيه أو أنثييه أو ذكره فليتوضأ" فبين أن ذلك من قول عروة لا أنه من المرفوع (٢).
- ما أدرج في أول الحديث: وهذا النوع أقل الثلاثة وقوعا.
مثاله: قول أبي هريرة ﵁: "أسبغوا الوضوء" وهم أبو قطن عمرو بن الهيثم، وشبابة بن سوار في هذا، فرووه مرفوعا هكذا "أسبغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار" (٣)، وهو من كلام أبي هريرة كما بينه جمهور الرواة عن شعبة، واقتصر بعضهم على الثانية (ويل للأعقاب من النار) فهو مثال للمدرج، قال الحافظ ابن حجر: وهو نادر جدا، وقال: وفتشت ما جمعه الخطيب في المدرج، ومقدار ما زدت عليه منه، فلم أجد له مثالا آخر إلا ما جاء في بعض طرق حديث بسرة (٤).
_________
(١) أخرجه الدارقطني في ١/ ١٤٦) كتاب الطهارة، باب ما روي في لمس القبل ... الخ، حديث (١).
(٢) انظر (توضيح الأفكار ٢/ ٥٧).
(٣) وأخرجه الخطيب في (الفصل للوصل المدرج في النقل ١/ ١٥٨ - ١٥٩).
(٤) انظر (فتح الباقي ١/ ٢٥٠) بتصرف، وانظر (النكت ٢/ ٨١٢، ٨٢٤) وقد لخصه وزاد عليه فدره مرتين وأكثر، في كتاب سماه (تقريب المنهج بترتيب المدرج) انظر (تدريب الراوي ١/ ٢٧٤).
1 / 65