الفرنج مدة ثم خلصه الله (١)، وقد جاء ما يفيد بأن مقدار هذه المدة بضع عشرة سنة، إذ وقع في الأسر سنة (٦٤٦) ست وأربعين وستمائة من الهجرة، إلى بضع وخمسين وستمائة، فيكون مكثه في الأسر على أقل تقدير (٨) ثمان سنوات، وقد أسر في بلده وعمره (١٧) سبع عشرة سنه (٢).
ثناء العلماء عليه:
يقول تلميذه الحافظ الذهبي: شيخنا الإمام العالم، الحافظ الزاهد، شيخ المحدثين، كان إماما متقنا، عارفا الفقه كثير الإفادة، عني بهذا، على هذا الشأن، ثم أقبل على تقييد الألفاظ، وفهم المتون ومذاهب العلماء، وكانت له حلقة إقراء للحديث وفنونه، حضرت مجالسه، نعم الشيخ كان، علما وفضلا ووقارا، واستحضارا وثقة وصدقا وتعففا وقصدا، له أشغال بجامع دمشق يقرئ الفقه والحديث (٣)، ووصفه تلميذ تلميذه أبو نصر عبد الوهاب السبكي بالإمامة والحفظ والزهد، وكان من كبار أئمة هذا الشأن، وممن يجري فيه وهو طلق اللسان (٤).
صفاته:
يقول الذهبي: كان مهيبا مديد القامة، متزهدا عابدا صالحا، حسن
_________
(١) معجم الشيوخ ١/ ٨٧، وانظر (طبقات السبكي ٨/ ٢٦)
(٢) انظر (طبقات الفقهاء الشافعية ٢/ ٩٤٠).
(٣) انظر (التذكرة ١٤٨٦، ومعجم الشيوخ ١/ ٨٧، والعبر ٣/ ٣٩٦، وطبقات الفقهاء الشافعية ٢/ ٩٤٠).
(٤) الطبقات ٨/ ٢٧، ونفح الطيب ٢/ ٥٢٩.
1 / 18