وأخذ يبدو بعد ذلك متحفظا متسترا، وكان يتحاشى مقابلة والدته، وإذا اضطر إلى الإجابة على أسئلتها الكثيرة التي تشتم منها رائحة الشك والاشتباه، لم يجبها بغير هزة من كتفيه يتهرب بها.
وكان يعرف أن حبه المتقد لاليصابات سوف يظهر عاجلا أو آجلا أمام الأنظار، وأنه سيرى العالم كله إذ ذاك معترضا سبيل سعادته.
اليصابات جراي.
ولكن لو فرض أنه في الوقت الذي تبدأ فيه الزوبعة يكون هو قد تزوج، فماذا يحدث؟ إن الأوضاع تحتلف في هذه الحالة بلا ريب.
ففي ذات ليلة ركب الملك جواده واخترق به الغابة قاصدا منزل من يحب، ولما وصل إلى هناك أمر اليصابات بالاستعداد للخروج معه في الحال واصطحاب والدها ووالدتها.
واقتادهم جميعا إلى كنيسة قرية جرافتون، وتركهم هناك في دهشة وحيرة وذهب هو يبحث عن الكاهن.
وفي ساعات الصباح الأولى كانت الشموع تلقي بضوئها الضعيف على المذبح وعلى وجوه الجمع الصغير.
وهناك وسط عالم نائم، تزوج إدوارد الرابع، ملك إنجلترا، سرا باليصابات ودفيل.
تزوجا، ولكنهما افترقا عند عتبة الكنيسة بعد أن تبادلا قبلة ملأى بالحب والإخلاص.
وعادت اليصابات إلى منزلها وفراشها الصغير لتنام وحدها وتحلم بالحب والأسى.
صفحه نامشخص