وقام رئيس الوزراء المسيو ميرونسكو بمساعيه لدى زعماء الأحزاب، ثم عقدت الجمعية الوطنية جلسة خطيرة نودي فيها بالأمير كارول ملكا على رومانيا بأكثرية 486 صوتا ضد صوت واحد! وقوبلت هذه النتيجة بالتصفيق والهتاف العالي باسم الملك كارول الثاني الذي دعي لكي يقسم اليمين، فأقسم والجميع وقوف، ثم خطب الجمعية الوطنية قائلا:
لم آت للثأر من أحد! ولكني أود أن أؤلف بين قلوب جميع أفراد الشعب الذين يريدون أن يتعاونوا معي في سبيل ترقية البلاد.
إنني مصمم على حفظ البلاد من الانقسام، ولهذا الغرض يجب الحصول على معاونة جميع العناصر الحية في البلاد، وبدون الاتحاد لا يمكن أن نظهر أمام حسادنا أمة قوية يسهر عليها جيش منظم يحمل أحدث الآلات العصرية.
وقد تمت جميع هذه الحوادث في خلال 48 ساعة، وقيل: إن الملك بعد أن استتب له الأمر حاول إزالة الخلاف بينه وبين الأميرة هيلانة، وقيل: إن الأميرة هي التي رفضت الصلح، وصممت على عدم العودة إلى مطلقها الملك، فلم يسع هذا الأخير إلا أن ينزع عنها ابنها ولي العهد؛ ليشرف على تربيته ودراسته بنفسه. وقد كان انتزاع الأمير الصغير من أحضان والدته مؤثرا للغاية؛ إذ إنه أذرف الدمع وكرر أنه لا يريد مفارقة أمه! ولكن والده وعده بأنه لن يحرمه من رؤية والدته من وقت لآخر.
وقد تأكد الناس أن علاقة الملك كارول بالسيدة ماجدا لوبيسكو لم تقطع؛ إذ ما لبثت الأخبار أن جاءت من فرنسا تقول: إن السيدة قد غادرت قصر نورمنديا، وأنها تنوي السفر إلى سويسرا، ومنها إلى بوخارست.
الصديقة المخلصة
بعد أن عاد الملك كارول إلى العرش الروماني شغلت أوروبا كلها بالحديث عن ماجدا لوبيسكو، وخاصة بعد أن رفضت زوجه الأميرة هيلانة اليونانية أن تعاشره من جديد، وقنعت بأن ترى ابنها المحبوب الأمير ميخائيل في فترات متقطعة من كل عام، بعد أن كانت لا تفارقه لحظة واحدة مدة غياب والده خارج البلاد.
وبعد أن غادرت الأميرة هيلانة بوخارست، العاصمة الرومانية، حضرت إليها ماجدا لوبيسكو، وكان الملك قد أعد لها قصرا فخما تعيش فيه كما تعيش الملكات؛ إذ أحاطها جلالته بجميع مظاهر العظمة، وكان يلبي جميع طلباتها حتى قيل عنها: إنها القوة الخفية وراء العرش؛ مما أدى إلى كراهية حزب «الحرس الحديدي » لها، هذا فوق أصلها اليهودي الذي جر عليها نقمة هذا الحزب أيضا؛ إذ من بين مبادئه مناهضة نفوذ اليهود في رومانيا؛ لأنه يتهمهم بتدبير مقتل رئيس الوزراء المسيو دوكا.
وقيل: إن القصر الذي تعيش فيه ماجدا لوبيسكو في بوخارست كان يحوي آلة تليفون في كل غرفة حتى غرفة الحمام؛ وذلك حتى لا تجهد السيدة نفسها إذا شاءت أن تتحدث من إحدى الغرف بالانتقال إلى مكان التليفون.
ويقال: إن إحدى آلات التليفون كانت تتصل رأسا بحجرة الملك الخاصة في القصر، حتى يستطيع جلالته أن يتحدث إليها في أي وقت دون وساطة «السنترال»، وبغير أن يمكن لأي إنسان أن يستمع للحديث.
صفحه نامشخص