غرائب القرآن و رغائب الفرقان

نظام الدین نیشابوری d. 730 AH
96

معناه أن وجود ما سواه فائض عن تربيته ، وإحسانه وجوده وامتنانه ، فالأول يدل على التمام والثاني على أنه فوق التمام.

** الرابعة :

الصمد ، وأنت تخدمه كأن لك أربابا غيره فما إنصافك أيها الإنسان؟ ( قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن ) [الأنبياء : 42] خلقت لعبادة الرب فلا تهدم حقيقتك بمعصية الرب ، الآدمي بنيان الرب ملعون من هدم بنيان الرب.

** السادس : في فوائد قوله

** الأولى :

الرحمن لأنك تسلم إلي نطفة مذرة فأسلمها إليك صورة حسنة ، أنا الرحيم لأنك تسلم إلي طاعة ناقصة فأسلم إليك جنة خالصة.

** الثانية :

الرجل اليسير. فكأن الله تعالى يقول : لو اقتصرت على الرحمن لاحتشمت مني ولتعذر عليك سؤالي الأمور اليسيرة ، فأنا الرحمن لتطلب مني الأمور العظيمة ، وأنا الرحيم لتطلب مني شراك نعلك وملح قدرك.

** الثالثة :

لم يؤدبه الأبوان أدبه الملوان ، وعكسه حال من تقطع يده لأكلة فيها ، أو يضرب لتعليم حرفة ، أو لتأدب بخصلة شريفة. فكل ما في العالم من محنة وبلية فهو في الحقيقة رحمة ونعمة ( وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ) [البقرة : 216] وقصة موسى مع الخضر كما تجيء في موضعها تؤيد ما ذكرناه ، والحكيم المحقق هو الذي يبني الأمور على الحقائق لا على الظواهر ، فإن ترك الخير الكثير لأجل الشر القليل شر كثير.

** الرابعة :

: 21] فصارت سببا لنجاتها من توبيخ الكفار والفجار ، وأعطانا رحمة ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) [الأنبياء : 107] فكيف لا ننجو بسببه من عذاب النار.

** الخامسة :

اللهم اهد قومي فإنهم لا يعملون ، وأنه يوم القيامة يقول : أمتي أمتي. فلما وصف نفسه بكونه

صفحه ۹۸