ومنها العزيز وهو الذي لا يوجد له نظير أو لا يغلبه شيء ، والحليم الذي لا يعاجل بالعقوبة ولا يمنع من إيصال الرحمة ، والصبور الذي لا يعاقب المسيء مع القدرة عليه ، وربما يفرق بينهما بأن المكلف يأمن العقوبة في صفة الحليم دون صفة الصبور. وأما الأسماء الدالة على الصفات الحقيقية مع الإضافية فمنها : القادر والقدير والمقتدر والمالك والملك ومالك الملك والمليك والقوي وذو القوة ومعانيها ترجع إلى القدرة ومنها ما يرجع إلى العلم ( ولا يحيطون بشيء من علمه ) [البقرة : 255] ( عالم الغيب والشهادة ) [التغابن : 18] ( وهو بكل شيء عليم ) [البقرة : 29] ( علام الغيوب ) [المائدة : 109] ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [الأنعام : 124] ( علم الله أنكم كنتم تختانون ) [البقرة : 187] ( والله يعلم ما تسرون وما تعلنون ) [النحل : 19] ( وعلم آدم الأسماء ) [البقرة : 31] ولم يرد علامة وإن كان يفيد المبالغة لأن ذلك بتأويل أمة أو جماعة. والخبير يقرب من العليم وكذا الشهيد إذا فسر بكونه مشاهدا لها ، وإذ أخذ من الشهادة كان من وصف الكلام. والحكمة تشارك العلم من حيث إنه إدراك حقائق الأشياء كما هي وتباينه بأنها أيضا صدور الأشياء عنه كما ينبغي. واللطيف قد يراد به إيصال المنافع إلى الغير بطرق خفية عجيبة ، والتحقيق أنه الذي ينفذ تصرفه في جميع الأشياء. ومنها ما يرجع إلى الكلام ( وكلم الله موسى تكليما ) [النساء : 164] ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) [الشورى : 51] ( وإذ قال ربك ) [البقرة : 30] ( ما يبدل القول لدي ) [ق : 30] ( ومن أصدق من الله قيلا ) [النساء : 122] ( إنما أمره ) [يس : 81] ( إن الله يأمركم ) [النساء : 58] ( وعد الله حقا ) [النساء : 122] ( فأوحى إلى عبده ما أوحى ) [النجم : 9] ( وكان الله شاكرا عليما ) [النساء : 147] ( كان سعيكم مشكورا ) [الدهر : 22] وذلك أنه أثنى على عبده بمثل قوله ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون ) [الذاريات : 18 ، 19] وهذا صورة الشكر. ومنها ما يرجع إلى الإرادات ( يريد الله بكم اليسر ) [البقرة : 185] رضياللهعنهم أي صار مريدا لأفعالهم ( يحبهم ويحبونه ) [المائدة : 54] ( والله يحب المطهرين ) [التوبة : 108] يريد إيصال الخير إليهم ( كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ) [الإسراء : 38]. الأشعرية : الكراهية عبارة عن إرادة عدم الفعل. المعتزلة : له صفة أخرى غير الإرادة. ومنها ما يرجع إلى السمع والبصر ( إنني معكما أسمع وأرى ) [طه : 46] ( إنه هو السميع البصير ) [الإسراء : 1] ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) [الأنعام : 103] وأما الصفات الإضافية مع السلبية فكالأول لأنه مركب من معنيين : أحدهما أنه سابق على غيره ، والثاني لا يسبق عليه غيرهن وكالآخر فإنه الذي يبقى بعد غيره ولا يبقى بعد غيرهن ، وكالقيوم فإنه
صفحه ۷۱