وهو هنا غربي لا غش فيه، لأن الشرق كله، باستثناء تركيا، لم يعرف قط هذا الكلام.
ثم هو ينصح بعد ذلك للمرأة أن تكف عن زينة جسمها، بل يجب ألا تتزين حتى لزوجها، إذا أرادت من الرجال أن يقلعوا عن التعبد لجمالها الجسمي، وأن يذكروا أن لها جمالا روحيا. وهم إذا ذكروا ذلك نظروا إليها نظرة الجد والاحترام فعملوا لتعليمها وتربية أخلاقها.
والمرأة الهندوكية تتحجب ولكنها لا تتبرقع. فهي لا تجالس الرجال ولها ناحية في البيت تفصلها من الاختلاط برجال البيت أو ضيوفه. ويرى غاندي أن يلغى الحجاب إلغاء تاما. ولما كان في «سيرماتي» قبل أن يسجن لم يكن يعرف الفصل بين الرجل والمرأة، بل كان الجميع يعملون مشتركين.
ثم هو لكي يؤكد المساواة بين الجنسين، يرى ضرورة التعليم المشترك، أي أن تتعلم الفتاة إلى جنب الفتى في فرقة واحدة.
وليس شك أن غاندي يلقى من الرجعيين في الهند معارضة قوية لآرائه عن المنبوذين وعن المرأة. ولكنه يقهرهم بقوة روحه أو سمو إنسانيته. ثم هو يستهوي الشبان الذين ينشدون هندا جديدة، فهم على الدوام إلى صفه ضد الرجعيين.
ولو أن زعيما من زعمائنا في مصر دعا إلى حرية المرأة ومساواتها التامة بالرجل لوجد من شبابنا سندا قويا لا قبل للرجعيين بمناهضته.
ولو أنه قام يدعو إلى إصلاح حال المنبوذين المصريين، أي الفلاحين، بزيادة حقوقهم الاقتصادية، وبناء منازل لهم تكون جديرة بالآدميين المتمدنين، لوجد الأمة كلها عند قدميه تطلب معونته.
وإذا كان غاندي قد رأى المرأة والمنبوذ هما الخزي والعار للهند فإن لنا نحن خزيا وعارا في الفلاح والمرأة المصرية.
الفصل السادس عشر
عزبة تولستوي
صفحه نامشخص