غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
غاندي السيرة الذاتية: قصة تجاربي مع الحقيقة
ژانرها
وقد ظل نموذج غاندي وكتاباته ومبدأ المقاومة السلمية الذي دافع عنه بمنزلة «درس يتعلمه العالم أجمع» حتى بعد موته في عام 1948م. وقد أثر على حركات التحرير المختلفة، مثل حركة الدفاع عن الحقوق المدنية الأمريكية، وحركة التضامن البولندية
، وثورة «سلطة الشعب»
بالفلبين التي أطاحت بنظام الرئيس ماركوس.
لم يكن لغاندي أن يتوقع تلك التطورات في عام 1925م، عندما شرع في كتابة سيرته الذاتية. فلقد شعر وهو في السادسة والخمسين من عمره بعدم ثقة، وفي بعض الأحيان بالكآبة، فيما يتعلق بمستقبله وإمكانية استقلال الهند.
4
وقبل ذلك بثلاث سنوات، كانت السلطات البريطانية قد حكمت عليه بالسجن لست سنوات، لكنها أطلقت سراحه في وقت مبكر عقب تعرضه لالتهاب حاد في الزائدة الدودية مما استدعى إدخاله المستشفى. وفي ذلك الوقت، أراد أن يعيد النظر في حياته ويحدد اتجاهاته المستقبلية. وكان يأمل بذلك في التعرف على ذاته بدرجة أكبر وأن يقترب أكثر من تحقيق إدراك الذات الذي يراه مرادفا للحقيقة والبصيرة الأخلاقية والدينية ورؤية «الإله وجها لوجه».
5
وتطلب منه ذلك السعي أن يصف خبراته بالتفصيل وبصدق مطلق ودون حذف أي حقائق بشعة «يجب ذكرها» (الصفحة الخامسة عشرة).
وكان نتاج ذلك وصفا رائعا لبحث أخلاقي وروحاني استمر طوال حياته. ونرى أنه يتناول كل الوقائع وكل خبراته التربوية والخبرات المتعلقة بالعمل وكل العلاقات الإنسانية من منطلق تأثيرها على ذلك البحث. وبذلك الإدراك على الأقل ، نجد أن كتاب غاندي يشبه إلى حد بعيد عمل القديس أوغسطينوس «اعترافات»
Confessions
صفحه نامشخص