غاية النفع في شرح حديث «تمثيل المؤمن بخامة الزرع»
غاية النفع في شرح حديث «تمثيل المؤمن بخامة الزرع»
پژوهشگر
أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني
ناشر
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
ژانرها
فَذَكَرَ الْأَسْقَامَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَصَابَهُ السَّقَمُ ثُمَّ أَعْفَاهُ اللَّهُ مِنْهُ كَانَ كَفَّارَةً لِمَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِهِ، وَمَوْعِظَةً لَهُ فِيمَا يَسْتَقْبِلُ، وَإِنَّ الْمُنَافِقَ إِذَا مَرِضَ ثُمَّ أُعْفِيَ كَانَ كَالْبَعِيرِ، عَقَلَهُ أَهْلُهُ ثُمَّ أَرْسَلُوهُ، فَلَمْ يَدْرِ لِمَ عَقَلُوهُ وَلِمَ أَرْسَلُوهُ» فَقَالَ رَجُلٌ مِمَّنْ حَوْلَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا الْأَسْقَامُ؟ وَاللَّهِ مَا مَرِضْتُ قَطُّ. قَالَ: «قُمْ عَنَّا فَلَسْتَ مِنَّا» وهذا كما قال للذي سأله عن الحمى فلم يعرفها: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا» (١) فجعل الفرق بين أهل الجنة وأهل النار إصابة البلاء والمصائب، كما جعل ذلك فرقًا بين المؤمنين والمنافقين والفجار في هذه الأحاديث المذكورة ها هنا.
وفي "المسند" (٢) عن أبي هريرة عن النبي ﷺ "أنه ذكر أهل النار، فَقَالَ:
«كُلُّ شَدِيدٍ جَعْظَرِيٍّ (٣)، هُمُ الَّذِينَ لَا يَأْلَمُونَ رُءُوسَهُمْ».
وفي "المسند" (٤) عن أنس أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنَةً لِي كَذَا وَكَذَا، ذَكَرَتْ حُسْنِهَا وَجَمَالِهَا. آثَرْتُكَ بِهَا، قَالَ: «قَدْ قَبِلْتُهَا». فَلَمْ تَزَلْ تَمْدَحُهَا حَتَّى ذَكَرَتْ أَنَّهَا لَمْ تَصْدَعْ وَلَمْ تَشْتَكِ شَيْئًا قَطُّ، قَالَ: "لَا حَاجَةَ لِي فِي ابْنَتِكِ".
وخرجه ابن أبي الدُّنْيَا من وجه آخر مرسلًا. وفيه قال النبي ﷺ: "لَا حَاجَةَ لنَا فِي ابْنَتِكِ"، تجيئنا تحمل خطاياها، لا خير في مال لا يرزأ (٥) منه، وجسد لا ينال منه".
وروى بإسناده (٦) عن قيس بن أبي حازم قال: "طلق خالد بن الوليد امرأته، ثم أحسن عليها الثناء، فقِيلَ لَهُ: يا أبا سليمان، لأي شيء طلقتها؟ قال: ما طلقتها لأمر رابني منها، ولكن لم يصبها عندي بلاء".
_________
(١) أخرجه أحمد في "المسند" (٢/ ٣٣٢، ٣٦٦)، والبخاري في "الأدب المفرد" (ص ١٤٦)، والنسائي في "الكبرى" (٧٤٩١).
(٢) (٢/ ٥٠٨).
(٣) الجعظري: الفظ الغليظ المتكبر. "اللسان" مادة: (جعظر).
(٤) (٣/ ١٥٥).
(٥) رزأه ماله: أصاب من ماله شيئًا "اللسان" (٣/ ١٦٣٤).
(٦) أخرجه ابن أبي الدُّنْيَا في "المرض والكفارات" (٢٠٣).
1 / 214