43

Garden of the Devout

روضة العابدين

ناشر

مكتبة الجيل الجديد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

محل انتشار

صنعاء - اليمن

ژانرها

فقال ﷺ: (من تعلم علمًا -مما يُبتغى به وجه الله - لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة -يعني: ريحها-) (^١). وقال ﵊: (لا تَعلَّموا العلم لتباهوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء، ولا لتجترئوا به المجالس، فمن فعل ذلك فالنارَ النار) (^٢). فماذا سيربح من يعلِّم الناس الخير ليعملوه وهو لا يعمله؟ إن مَثَل من كان هذا حاله هو كما قال رسول الله ﷺ: (مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه) (^٣). أو كما قال الشاعر: وغيرُ تقيٍّ يأمرُ الناسَ بالتقى … طبيبٌ يداوي الناس وهو عليل (^٤) أو كما قال الآخر: يا أيها الرجل المعلِّمُ غيرَه … هلّا لنفسِك كان ذا التعليمُ؟ تصفُ الدواءَ لذي السقام وذي الضنا … كيما يصحّ به وأنت سقيمُ ما زلتَ تلقحُ بالرشاد عقولَنا … صفةً وأنت من الرشاد عديمُ ابدأ بنفسك فانهها عن غيّها … فإن انتهتْ عنه فأنت حكيم فهناك يُقبل ما تقول ويُقتدى … بالرأي منك وينفع التعليم لا تنهَ عن خُلقٍ وتأتيَ مثله … عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ! (^٥)

(^١) رواه أحمد (٢/ ٣٣٨)، وأبو داود (٣/ ٣٦١)، وابن ماجه (١/ ٩٢)، وابن حبان/ (١/ ٢٧٩)، وهو صحيح. (^٢) رواه ابن ماجه (١/ ٩٣)، وابن حبان (١/ ٢٧٨). وهو صحيح. (^٣) رواه الطبراني، المعجم الكبير (٢/ ١٦٥)، وهو صحيح. (^٤) لآلئ اللآلي، أبو عدي (ص: ٢٢). (^٥) سراج الملوك، للطرطوشي (ص: ٩٥).

1 / 47