Garden of the Devout
روضة العابدين
ناشر
مكتبة الجيل الجديد
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م
محل انتشار
صنعاء - اليمن
ژانرها
قال ابن القيّم: "والعبادة تجمع أصلين: غاية الحبّ وغاية الذّلّ والخضوع … فمن أحببته ولم تكن خاضعًا له لم تكن عابدًا له، ومن خضعت له بلا محبّة لم تكن عابدًا له حتّى تكون محبّا خاضعًا" (^١).
وقال أيضًا:
وعبادةُ الرّحمنِ غاية حبِّه … معْ ذلِّ عابده هما قطبانِ
وعليهما فلكُ العبادة دائرٌ … ما دار حتّى قامت القطبان (^٢)
ومتى ما تم هذان الأصلان فعلى العبد:
أولًا: الإقبال على عبادة الله تعالى بما جاء عن الله أو جاء عن رسوله ﷺ، مبتدئًا بفعل الفرائض وترك النواهي، ثم المسارعة بعد ذلك إلى نوافل الطاعات.
ثانيًا: إصلاح السريرة بجعل العمل لوجه الله تعالى خالصًا من شوائب الرياء وحب إرضاء الناس؛ فإن صفاء الباطن وخلوص النية يعظِّم العمل ولو كان صغيرا، وكدرُ السريرة يصغِّر العمل مهما كان كبيرا.
قال ابن الجوزي: " والله لقد رأيت من يكثر الصلاة والصوم والصمت ويتخشع في نفسه ولباسه والقلوب تنبو عنه، وقدره في النفوس ليس بذلك، ورأيت من يلبس فاخر الثياب وليس له كبير نفل ولا تخشع والقلوب تتهافت على محبته. فتدبرت السبب فوجدته السريرة، كما روي عن أنس بن مالك أنه لم يكن له كبير صلاة وصوم، وإنما كانت له سريرة. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله، وعبقت القلوب بنشر طيبه. فاللهَ الله في السرائر؛ فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح ظاهر" (^٣).
_________
(^١) مدارج السالكين، لابن القيم (١/ ٧٤).
(^٢) متن القصيدة النونية (٢/ ٣٢).
(^٣) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ١٥٥).
1 / 15