101

Garden of the Devout

روضة العابدين

ناشر

مكتبة الجيل الجديد

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٩ هـ - ٢٠١٨ م

محل انتشار

صنعاء - اليمن

ژانرها

إلا ما بان حلاله، ولم يؤثر على سمو روحه في فضاء الإقبال على ربه قال عمر بن عبد العزيز- رحمه اللّه تعالى-: "التّقيُّ ملجَم لا يفعل كلَّ ما يريد" (^١). وقال ابن الجوزي: " ولازموا حصن التقوى؛ فالعقوبة مُرَّة، واعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات؛ من فقد الأغراض والمشتهيات، غير أنها في ضرب المثل كالحِمية تعقب صحة، والتخليط ربما جلب موت الفجأة" (^٢). رابعًا: الصبر على البلاء والشكر على النعماء، والتجمل بحلية الأخلاق. عن مالك بن أنس قال: "بلغني أنّ رجلًا من بعض الفقهاء كتب إلى ابن الزّبير ﵄ يقول: ألا إنّ لأهل التّقوى علامات يعرفون بها، ويعرفونها من أنفسهم؛ من رضي بالقضاء، وصبر على البلاء، وشكر على النّعماء، وصدق في اللّسان، ووفّى بالوعد والعهد، وتلا أحكام القرآن" (^٣). ثمرات التقوى: للتقوى إذا تحققت في العبد ثمرات كثيرة، تعود عليه بالخير العميم في الدنيا والآخرة، فمن ذلك: أولًا: الحصول على التمييز بين الحق والباطل وغفرانُ الذنوب، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال: ٢٩]. ثانيًا: الظفر بالعاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾ [القصص: ٨٣].

(^١) شرح السنة - للإمام البغوي متنا وشرحا (١٤/ ٣٤١). (^٢) صيد الخاطر، لابن الجوزي (ص: ١٣٤). (^٣) جامع الأصول، لابن الأثير (١١/ ٧٠٤).

1 / 105