أسرع فقد ظفرت يداك بجامع
لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله
من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها
إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره
لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده
من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا
وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا
صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به
قلنا المحقق آمر الأمراء
شمس الحقيقة قطبها وإمامها
سر العباد وعالم العلماء
عبد تسود وجهه من همه
نور البصائر خاتم الخلفاء
سهل الخلائق طيب عذب الجنى
غوث الخلائق أرحم الرحماء
جلت صفات جلاله وجماله
وبهاء عزته عن النظراء
يمضي المشيئة في البنين مقسما
بين العبيد الصم والأجراء
ما زال سائس أمة كانت به
محفوظة الأنحاء والأرجاء
شرى إذا نازعته في ملكه
أرى إذا ما جئته لحباء
صلب ولكن لين لعفاته
كالماء يجري من صفا صماء
يغني ويفقر من يشاء فأمره
محيي الولاة ومهلك الأعداء
لا أنس إذ قال الإمام مقالة
عنها يقصر أخطب الخطباء
كنا بنا ورداء وصلى جامع
لذواتنا فأنا بحيث ردائي
فانظر إلى السر المكتم درة
مجلوة في اللجة العمياء
حتى يحار الخلق في تكييفها
عينا كحيرة عودة الإبداء
عجبا لها لم تخفها أصدافها
الشمس تنفي حندس الظلماء
فإذا أتى بالسر عبد هكذا
قيل اكتبوا عبدي من الأمناء
إن كان يبدي السر مستورا فما
تدري به أرضي فكيف سمائي
لما أتيت ببعض وصف جلاله
إذ كان عي واقفا بحذائي
قالوا لقد ألحقته بإلهنا
في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي
سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا
من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثني على
نفسي فنفسي عين ذات ثنائي
وإذا أردت تعرفا بوجوده
قسمت ما عندي على الغرماء
وعدمت من عيني فكان وجوده
فظهوره وقف على إخفائي
جل الإله الحق أن يبدو لنا
فردا وعيني ظاهر وبقائي
صفحه ۴۱