فتوحات مکیه
الفتوحات المكية في معرفة الاسرار الملكية
ناشر
دار إحياء التراث العربي
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
1418هـ- 1998م
محل انتشار
لبنان
أسرع فقد ظفرت يداك بجامع
لحقائق الأموات والأحياء
نظر الوجود فكان تحت نعاله
من مستواه إلى قرار الماء
ما فوقه من غاية يعنو لها
إلا هو فهو مصرف الأشياء
لبس الرداء تنزها وإزاره
لما أراد تكون الإنشاء
فإذا أراد تمتعا بوجوده
من غير ما نظر إلى الرقباء
شال الرداء فلم يكن متكبرا
وإزار تعظيم على القرناء
فبدا وجود لا تقيده لنا
صفة ولا اسم من الأسماء
إن قيل من هذا ومن تعني به
قلنا المحقق آمر الأمراء
شمس الحقيقة قطبها وإمامها
سر العباد وعالم العلماء
عبد تسود وجهه من همه
نور البصائر خاتم الخلفاء
سهل الخلائق طيب عذب الجنى
غوث الخلائق أرحم الرحماء
جلت صفات جلاله وجماله
وبهاء عزته عن النظراء
يمضي المشيئة في البنين مقسما
بين العبيد الصم والأجراء
ما زال سائس أمة كانت به
محفوظة الأنحاء والأرجاء
شرى إذا نازعته في ملكه
أرى إذا ما جئته لحباء
صلب ولكن لين لعفاته
كالماء يجري من صفا صماء
يغني ويفقر من يشاء فأمره
محيي الولاة ومهلك الأعداء
لا أنس إذ قال الإمام مقالة
عنها يقصر أخطب الخطباء
كنا بنا ورداء وصلى جامع
لذواتنا فأنا بحيث ردائي
فانظر إلى السر المكتم درة
مجلوة في اللجة العمياء
حتى يحار الخلق في تكييفها
عينا كحيرة عودة الإبداء
عجبا لها لم تخفها أصدافها
الشمس تنفي حندس الظلماء
فإذا أتى بالسر عبد هكذا
قيل اكتبوا عبدي من الأمناء
إن كان يبدي السر مستورا فما
تدري به أرضي فكيف سمائي
لما أتيت ببعض وصف جلاله
إذ كان عي واقفا بحذائي
قالوا لقد ألحقته بإلهنا
في الذات والأوصاف والأسماء
فبأي معنى تعرف الحق الذي
سواك خلقا في دجى الأحشاء
قلنا صدقت وهل عرفت محققا
من موجد الكون الأعم سوائي
فإذا مدحت فإنما أثني على
نفسي فنفسي عين ذات ثنائي
وإذا أردت تعرفا بوجوده
قسمت ما عندي على الغرماء
وعدمت من عيني فكان وجوده
فظهوره وقف على إخفائي
جل الإله الحق أن يبدو لنا
فردا وعيني ظاهر وبقائي
صفحه ۴۱