88

فصول خمسون

ژانرها

============================================================

ولقد اختلفت مصنفات النحويين قبل ابن معطى شرعة ومنهاجا . فجاء إمامها " الكتاب" على أبواب، وعالج بعضها مسائل بعينها يدعو إليها الاستطراد ويحكمها التداعى، وخلص بعضها الآخر للعلل والأصول ، ثم شفل الناس من قبل ومن بعسد بالخلاف بين البصريين والكوفيين، وظلت مسائل النحو مبعثرة بعيدة الجتى عسيرة المتناول .

وحين أظل القرن السادس - الذى عاش فيه ابن معطى - كانت مسائل

النحو قد أشبعت درسا وتمثلا وتعليلا، ولم يبق إلا المصنف البارع الذى يجيد صياغة هذا الموروث الضخم ليفيد منه المبتدى* والمنتهى على السواء.

والقد شهدت نهاية القرن السادس وأوائل القرن السابع ظهور ثلاثة من الرتجال حملوا هذه الأمانة ، وقاموا بهذا الواجب، حين بسطوا قواعد النحو وبوبوا مسائله، وفصلوا فروعه : ابن معط، وابن الحاجب، وابن مالك.

وعلى شروح هؤلاء الرجال استوى النحو العربئ على سوقه .

وقد كان لصاحبنا ابن معط فضل الريادة فى هذا اللون الميسر المنظم من التأليف، حين صنع كتابيه : الألفية والفصول ، وعلى وقع خطواته سار ابن الحاجب وابن مالك ، لكن هذين أخملا ذكر الرجل ، كما أخمل من قبل (10 أبو على الفارسى وتلميذه ابن جنى ذكر أبى القاسم الزجاجى(1) .

ومهما يكن من شيء فقد سلك ابن معطى فى تصانيفه مسلك التيسير والتذليل وقد كان لاشتغاله بالأدب ؛ درسا وتصنيفا، أثر فى سهولة عباراته، وصنحة (1) ينظر مقدمة تحقيق مجالس العلماء (د) والإيضاح في علل النحو ص 2، وكلاهما للزجاجى:

صفحه ۸۸