وجاءت الليلة الموعودة، فكان من تكذيب الله لهؤلاء المنجّمين أنها لم تهبّ تلكَ الليلة نسمة، وأن الشموع -كما يقول السيوطي- لم يتحرك لهيبها، فسخر منهم الشعراء ونال منهم الناس.
* * *
وفي سنة ٣٥٢هـ بعث بطرك الأرمن إلى ناصر الدولة (ابن حمدان) برجلين ملتصقين، وهما توأمان وعمرهما خمس وعشرون سنة، والالتصاق في الجنب، ولهما بطنان وسرّتان ومعدتان، ويختلف وقت جوعهما وعطشهما. ثم مات أحدهما وأنتن، وجمع ناصر الدولة الأطباء ليفصلوا الحي عن الميت، فلم يستطيعوا فمات الآخر.
وفي سنة ٦٠١هـ ولدت امرأة ولدًا برأسين وأربعة أيدي وأربعة أرجل، ولكنه لم يعش!
هذا ما رواه المؤرخون، فما رأي الأطباء؟
* * *
وفي سنة ٣٠٤ أُهدي إلى المقتدر العباسي طائر أسود يتكلم الفارسية والهندية، أفصح من الببغاء.
وبمناسبة الكلام عن هذا الطائر: وقعت لي واقعة أحلف لكم بالله أني أرويها كما وقعت، لا أتزيّد فيها ولا أبالغ. هي أني لما كنت في لَكْنَو في الهند سنة ١٩٥٤ مللت في الفندق، فاستعرت من مكتبة ندوة العلماء كتبًا منها «تاريخ الخلفاء» للسيوطي، وأنا
1 / 42