فصول در دعوت و اصلاح

علی طنطاوی d. 1420 AH
12

فصول در دعوت و اصلاح

فصول في الدعوة والإصلاح

ناشر

دار المنارة للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

محل انتشار

جدة - المملكة العربية السعودية

ژانرها

المُثُل العليا وإلى الفضائل التي لا تفقد قيمتها بمرور الزمن؛ فكما أن الذهب والألماس لا يضرّه القِدَم ولا يصدأ كما يصدأ الحديد، فإن في المعاني ما هو كالألماس والذهب في المعادن. * * * نحن نريد أن نعود إلى هذه الحياة؛ هذه هي رجعيتنا التي لا ننكرها بل نفتخر بها، قد عرّفناها ووضّحناها، فما هي تقدميتكم يا أيها السادة التقدميون؟ هل معناها التقدم من أهل الغرب وتقليدهم في كل شيء، بل تقليدهم في الشر الذي يشكون منه ويتمنون الابتعاد عنه؟ وأن نهمل عقولنا ونترك شرع ربنا ونتبرأ من آبائنا وأجدادنا، ونمشي وراء الغربيين فنقول بمقالهم ونفعل فعلهم، فإن كشفوا العورات كان سترها رجعية، وإن أعلنوا الزنا كان إعلانه تقدمية، وإن لبسوا السراويل في أذرعهم والمعاطف في أرجلهم، أو قعدوا على الأرض وأجلسوا الكراسي فوقهم، أو أكلوا الحساء (الشوربة) بالشوكة والبطيخ بالملعقة، فقد وجب في شرعة التقدمية أن نفعل فعلهم وإلا كنا رجعيين؟! إذا كان هو المراد بالتقدمية فتشجّعوا وقولوه، ولا تدعونا نطالعه من خلال السطور ومن بين الكلمات. * * *

1 / 14