وذات يوم، وهم يتجاذبون أطراف الحديث في هدوء بذلك الفندق، سمع دارتانيان شخصا ينطق اسمه.
تطلع دارتانيان حوله فأبصر رجل ميونغ المجهول، فصاح صيحة الرضا، واستل سيفه، واندفع نحو الباب.
في هذه المرة، بدلا من أن يتحاشاه الرجل، ترجل عن حصانه، وتقدم نحوه لملاقاته.
قال دارتانيان: «هيا، يا سيدي! ها نحن نلتقي أخيرا، ولكنك لن تفلت في هذه المرة!»
قال الرجل: «ليست هذه نيتي، يا سيدي، بل أنا الذي أبحث عنك، في هذه المرة، لأقبض عليك باسم الملك.»
صاح دارتانيان: «ماذا تقول؟» «يجب أن تسلمني سيفك دون مقاومة، يا سيدي. وأحذرك من الاندفاع؛ فهذه مسألة بالغة الخطورة.»
قال دارتانيان وهو يخفض سيفه، دون أن يسلمه إياه: «إذن، فمن أنت؟» «أنا فارس روشفور، التابع الشخصي لسمو الكاردينال ريشلييه. ولدي أمر باقتيادك إلى سموه.»
قاطعه آثوس بقوله: «من المصادفة أننا في طريقنا إلى سموه، يا سيدي. ولذلك آمل في أن تقبل كلمة شرف من دارتانيان، بأنه سيذهب مباشرة إلى هناك ويقدم نفسه.» «لكن يجب أن أسلمه لحارس.»
قال آثوس: «سنكون نحن حرسه، يا سيدي. نقسم بشرفنا كرجال !» ثم نظر إليه نظرة لها مغزى، وقال: «وبشرفنا كرجال، أيضا، لن يتركنا دارتانيان.»
نظر فارس روشفور خلفه، فأبصر بورثوس وأراميس، ففهم أنه تحت رحمة هؤلاء الرجال الأربعة، فقال: «أيها السادة، إذا سلمني السيد دارتانيان سيفه، وضم كلمة شرفه إلى كلمة شرفكم، فسأرضى بوعدكم في اصطحابه إلى صاحب السمو.»
صفحه نامشخص