أجاب أراميس بصوت حزين: «إنه جد مريض يا سيدي. مريض للغاية.» «مريض؟ أتقول مريض للغاية؟»
أجاب بورثوس: «يخشى أن يكون كذلك، يا سيدي.» قال هذا وهو لا يرغب في أن يفوته الحديث. «مريض! لا أصدق هذا. من المحتمل جدا أنه جرح، أو ربما قتل. آه لو عرفت! «لا أريدكم، أيها السادة، أن تذهبوا كثيرا إلى الحانات، ولا أن تحدثوا ذلك العراك في الشوارع، ولا أن تستخدموا السيف وسط جموع الشعب. وأخيرا، لن أسمح بأن تهيئوا لحرس الكاردينال فرصة السخرية منكم! ادفعوا عن أنفسكم وصمة الهروب والفرار؛ فهذا شيء جميل يقال عن فرسان الملك، فرساني.»
ارتجف بورثوس وأراميس غضبا لهذه الإهانة. كان بوسعهما أن يقتلا السيد دي تريفي، لو لم يعرفا محبته العظمى لهم؛ لفرسانه، ولما سمحا له بأن يكلمهم بهذه الطريقة.
استأنف السيد دي تريفي كلامه وهو ثائر مثل جنوده، فقال: «فكروا في هذا الأمر. ماذا يعني أن يقبض ستة من حرس الكاردينال على ستة من فرساني؟ يا لرحمة السماء! سأذهب رأسا إلى القصر وأقدم استقالتي للملك، ثم أنضم إلى حرس الكاردينال (قالها وهو ينظر مباشرة إلى أراميس) وإذا رفضها، فسأعتزل!»
قال بورثوس، وهو لا يكاد يتمالك نفسه: «حسن يا سيدي. حقيقة، كنا ستة ضد ستة، ولكن لم يقبض علينا بوسائل عادلة! لقد باغتونا قبل أن نستل سيوفنا، فقتل اثنان من فريقنا، وجرح آثوس جرحا بليغا. وإنك لتعرف آثوس، يا سيدي، فهو ليس جبانا. ولكننا لم نستسلم، وإنما جرونا بالقوة في الطريق، ورغم ذلك، أمكننا أن نهرب. وقد اعتقدوا أن آثوس قتل، فتركوه ظانين أنه لا يستحق مشقة حمله. هذه هي القصة كلها. وأنت تدرك، يا سيدي، أن ليس بوسع المرء أن يكسب كل معاركه!»
قال أراميس: «بمقدوري أن أؤكد لك أنني قتلت واحدا منهم، بسيفه هو، إذ كسر سيفي من أول ضربة.»
قال السيد دي تريفي بلهجة أقل حدة: «لم أكن أعرف ذلك. أعتقد أن الكاردينال قد بالغ كما يفعل دائما.»
قال أراميس: «ولكني أرجوك، يا سيدي، ألا تذكر شيئا عن جرح آثوس؛ فقد يتطرق إليه اليأس إن سمع الملك بذلك، فالجرح بليغ ويخشى ...»
في تلك اللحظة، رفع الستار الذي يحجب الباب، وظهر وجه نبيل وأنيق، ولكنه شاحب اللون بصورة لافتة.
صاح الفارسان: «آثوس!»
صفحه نامشخص