59

کتاب الفنون لابن عقیل

كتاب الفنون

پژوهشگر

جورج المقدسي

ناشر

دار المشرق

محل انتشار

بيروت - عام ١٩٧٠ م

ژانرها

٨١ - فصل قال حنبلي: إني لأعجب من قوم ينتمون إلى مذهب تسميةً، ثم يخرجون منه معنىً، فيدعون السنة والظاهر، فيقولون: «نحن لا نتخطى النطق إلى تأويل ولا تفسير.» حتى إنهم؟ تحرجوا من تسميته سح سخيًا، ولغن سمى نفسه سح كريمًا؛ من حيث علموا أن العرب عنوا بالسخاء والرخاوة، من قولهم: «أرض سخية كالسبخة» فإنها لا تتمسك بما يقع فيها من الماء، وتحرج بعضهم من تسميته ذاتًا. وقالوا: «هو اسم تأنيث»؛ بل يسميه «ذو» وإن كان قد جاء بمعنى «الذي». قال الفراء لرجل سأل عنه في مجمع فقال: «أين الفراء؟» فقال الفراء: «أنا الفراء ذو سمعتَ.» ولا يحسن إبداله بـ «ذات»، بأن يقول: «أنا الفراء ذات سمعت بي.» وأثر ما يجيء «ذو» مضافًا مثل قوله سح: ﴿رفيع الدرجات ذو العرش﴾، ﴿ذو العرش المجيد﴾، أنا الله ذو ثلة خلقت الخير والشر وطوبي لمن جعلت الخير على يديه والويل لمن جعلت الشر على يديه، وقوة ﴿ذو القوة المتين﴾. ولم تجيء «ذات» كذا إلا في الأنثى. فقولهم «أسماء ذات النطاقين» أضيفت إليها المكرمتين وهي إعانة النبي صلع بخيطين شد بهما مزوده. فأضيفت إلى ذلك لا لمحل الخيط في نفسه لكن لمحل الإعانة على الكربة

1 / 65