ونبغ من تلاميذ بهزاد المصور العظيم آقاميرك. وقد نشأ في أصفهان، ثم هاجر منها واتصل ببهزاد. وأتيح له أن يحظى بصداقة الشاه طهماسب. وقيل: إنه ظل يعمل في بلاطه حتى سنة 957ه/1550م. وثمة خمس صور عليها إمضاؤه، وهي في مخطوط من المنظومات «الخمسة» للشاعر نظامي، كتب في تبريز بين عامي 946 و949ه/1539-1543م للشاه طهماسب بيد الخطاط المشهور شاه محمود النيسابوري، ويفخر اليوم بحيازته المتحف البريطاني بلندن، وتمثل إحدى هذه الصور تتويج خسرو
55
ونرى في صورة أخرى خسرو وشيرين على العرش، وفي ثالثة مجنون ليلى بين الوحوش في الصحراء، أما الرابعة فتمثل قصة كسرى أنوشروان يصغي للبومتين اللتين تتحدثان على أنقاض قصر حل به الخراب؛ لأن صاحبه كان ظالما (انظر شكل
47 )، وتمثل الخامسة رجوع شابور إلى فسطاط خسرو. وتدل هذه الصور - بما فيها من عمائر وزهور وأشجار - على تأثر آقاميرك بأستاذه بهزاد، ولكننا نلاحظ فيها - فضلا عن ذلك - تفوق ميرك في تزيين الملابس بالزخارف المختلفة، وقصوره عما وصل إليه أستاذه في تنويع السحنة في الأشخاص، وإكسابها بعض الحياة والتعبير والحركة.
ومن أعلام المصورين في العصر الصفوي سلطان محمد، وقد قيل: إنه كان أستاذا للشاه طهماسب في فن التصوير، ولعله خلف بهزاد في إدارة مجمع الفنون الملكي، وأكبر الظن أن نشاط هذا المجمع لم يعد مقصورا على فنون الكتاب، بل امتد أيضا إلى صناعة الخزف ونسج الحرير والسجاد.
ومهما يكن من الأمر فإننا نجد إمضاء سلطان محمد على صورتين في مخطوط نظامي سالف الذكر، إحداها تمثل بهرام جور يصيد الأسد، والثانية تمثل خسرو يفجأ شيرين تستحم،
56
وتمتازان بدقة الزخارف على الملابس وبإبداع الألوان وإتقان رسوم الحيوان، وبالأشخاص ذوي الوجوه الجميلة التي تخلو من أي تعبير قوي. وصفوة القول أن أسلوب سلطان محمد يشبه أسلوب آقاميرك إلى درجة لا يمكن تفسيرها بأن كليهما كان تلميذا لبهزاد فحسب؛ بل قد تحملنا على القول بأنهما تعاونا في العمل تعاونا وثيقا، ولم تكن لكل منهما ذاتية فنية مستقلة عن الآخر إلى حد كبير.
ولا يفوتنا أن مخطوط نظامي الذي اشترك في تصويره أعلام المدرسة الصفوية صورة غير ممضاة، ولسنا ندري لأي الفنانين يمكننا نسبتها، تلك هي صورة السلطان سنجر والعجوز التي تقدمت إليه تشكو من أن أحدا من جنوده سرق مالا لها.
57
صفحه نامشخص