101 )، وهو في مجموعة كيفوركيان
Kevorkian ، ومنها جمل من الخزف ذي الدهان الأزرق الغامق، محفوظ في دار الآثار العربية بالقاهرة (رقم السجل 14358)، وكلاهما ليس تحفة خزفية فحسب، بل يشهد بمهارة الفنانين في صناعة التماثيل أيضا.
وصفوة القول أن ساوه كانت مركزا عظيما لصناعة الخزف، ومن المحتمل أن الخزفيين فيها كانوا ينسجون قصدا على منوال زملائهم في الري وقاشان، كما يحتمل أيضا أن بعضهم نشأ في إحدى هاتين المدينتين ثم هاجر إلى ساوه كسبا للرزق أو فرارا من وجه المغول. (1-15) الخزف المصنوع في سلطاناباد
كان يحيط بمدينة سلطاناباد في القرنين السابع والثامن بعد الهجرة (الثالث عشر والرابع عشر بعد الميلاد) عدد من القرى التي أصابت في صناعة الخزف شهرة واسعة. وقد عثر المنقبون عن الآثار في أطلال تلك القرى على كميات وافرة من الخزف، ينسبونها اختصارا إلى سلطاناباد.
والمعروف أن هذا الخزف يذكر كثيرا بما كان يصنع في مدينة قاشان، بينما لم يعثر في أطلال إقليم سلطاناباد على كثير من الخزف الذي امتازت بصناعته مدينة الري.
وقد لوحظ أن الدهان الذي يغطي الخزف المنسوب إلى سلطاناباد يصيبه الكمخ
76
أكثر من المعروف في سائر أنواع الخزف الإيراني، كما لوحظ أيضا أن بعض أشكال السلطانيات لم نعرفه إلا في سلطاناباد ، ولعله كان وقفا عليها.
77
ويمتاز الخزف الذي صنع في سلطاناباد بقلة الألوان المستخدمة فيه، وبدقة رسوم الحيوانات وبتوزيع الألوان بحيث يصعب التمييز بين ألوان الأرضية وألوان الزخارف. ولعل العناية برسم الحيوان رسما يمثل الطبيعة تمثيلا صادقا، نقول: لعل هذه العناية، راجعة إلى تأثير الشرق الأقصى. ومهما يكن من الأمر فإن الخزفيين في عصر المماليك نسجوا على منوال زملائهم في سلطاناباد، وأنتجوا خزفا جميلا ومزينا برسوم طيور وحيوانات ملونة تحت طبقة المينا.
صفحه نامشخص