عبثا راحت زوجته الكدود له تعد
مصطلى النار ذا وهج والدثار دفيئا.
عبثا صغار بنيه إلى الطريق تطلعوا
ينشدون مولاهم في لجة العاصفة.
فهنا يزل الشاعر حين يقول عن الصغار إنهم «ينشدون مولاهم»، ولو قال «ينادون أباهم » لكان أقرب إلى الأطفال في شعورهم؛ لأن الوالد عند الطفل «أب» وليس بمولى. وإنك لتستدر عطف القارئ على الطفل الذي حرم أباه إذا تكلمت بلغة الطفل وشعرت بشعوره، أكثر مما تستدره إذا فخمت اللفظ وجئت بكلام لا يعرفه الأطفال. وكذلك يخطئ الشاعر مرة ثانية حين يطلق على الثياب التي تعدها الزوجة الوفية لزوجها لفظ «الدثار»؛ لأن الزوج هنا راع، والراعي يلبس الثياب المجردة، ولا تعد له الدثر الدفيئة التي تعد للأغنياء المترفين. وعلى الجملة فإن أبيات «تومسن» لا تشعرك بالجو الصحيح في منزل الراعي؛ ولهذا أعوزتها الجودة حين أعوزها الصدق.
ويقول «جراي» في قصيدته المشهورة «مرثية في فناء كنيسة ريفية» التي نظمها بين عامي 1742-1750م، في معنى كهذا ما يلي، والضمير في الأبيات عائد على الراقدين في أجداثهم في فناء الكنيسة التي وقف فيها الشاعر راثيا:
لن تشتعل لهم بعد مدفأة وهاجة ليصطلوا،
ولن تنكب لهم زوجة في شغل تتم عناء المساء،
ولن يسرع نحوهم صغار بعودة مولاهم يلثغون،
أو يصعدوا ركبتيه ليقتسموا قبلة منه مرجوة.
صفحه نامشخص