الثَّانِي أَنه تفرد بِمَا لم نقف فِي كتب الْأَئِمَّة الْمُعْتَبرَة عَلَيْهِ مَعَ كَثْرَة الْبَحْث عَنهُ كَقَوْلِه اللحوح بِالضَّمِّ مَا يشبه خبز القطائف يُؤْكَل بِاللَّبنِ يعْمل بِالْيمن وَقَوله كوكبان حصن بِالْيمن رصع دَاخله بالياقوت فَكَانَ يلمع كَالْكَوْكَبِ
فاللحوح بِهَذَا الْمَعْنى وترصيع كوكبان بالياقوت لَا نَدْرِي من أَيْن جَاءَ بِهِ لكنه إِمَام عدل لم نبلغ رتبته فِي الِاطِّلَاع ولسنا نظن بِهِ أَنه حَاطِب ليل
إِلَّا أَن مثل هَذَا لَا يَقع فِي الصِّحَاح
الثَّالِث أَنه رُبمَا فسر اللَّفْظ المعرب بالأعجمي لَا سِيمَا فِي النُّسْخَة الأولى الَّتِي لم تهذب كَقَوْلِه
القندفير كزنجبيل مُعرب كنده فير وَلم يزدْ على ذَلِك
الرَّابِع أَنه يرمز بِالْمِيم عَن لفظ مَعْرُوف فَيَقُول عِنْد ذكر كثير مِمَّا لَا يعرفهُ أَكثر النَّاس من النَّبَات وَالْحَيَوَان مَعْرُوف وَلَا يصفه بِمَا يحصله فِي الأذهان
الْخَامِس أَنه يُفَسر الْغَرِيب بِلَفْظ أغرب مِنْهُ أَو مثله
ثمَّ يُفَسر الأغرب بذلك الْغَرِيب فَيَقَع الدّور وَلَا نفيد شَيْئا كَقَوْلِه الْخمار النصيف ثمَّ يُفَسر النصيف بالخمار كتفسيره الدِّرْهَم بأوزان تتَوَقَّف مَعْرفَتهَا على مَعْرفَته
وَهَذَا الْعَيْب لَيْسَ مُخْتَصًّا بل هُوَ مَوْجُود فِي الصِّحَاح وَغَيره
السَّادِس أَنه خلط الْمجَاز الْمَشْهُور عِنْد الْعَرَب بِالْحَقِيقَةِ وَلم يبين ذَلِك وَكَذَا فعل الْجَوْهَرِي فَإِنَّهُمَا ذكرا لليد وَغَيرهَا مَعَاني لَيست كلهَا حَقِيقَة فخلط الْمجَاز بِالْحَقِيقَةِ كثير جدا فِي الْكِتَابَيْنِ وَلم يخْتَص هَذَا الْعَيْب بالقاموس
وتخليص الْمجَاز من الْحَقِيقَة هُوَ الَّذِي يسم المصنفين بالعي والإعياء حَقِيقَة
وَلَا نعلم أحدا خلص كلا مِنْهُمَا عَن الآخر إِلَّا الزَّمَخْشَرِيّ فِي الأساس وَتَبعهُ شَيخنَا الْبَدْر مد الله أَيَّامه مُلَخصا للأساس بِكِتَاب
1 / 45