قرر السيد كيروين أنه لا بد أن أرى الشاب، إذ أراد أن يرى ماذا سيكون رد فعلي. ولما كنت أعلم أنني بريء وافقت. سرنا باتجاه إحدى الغرف، ثم فتح الباب.
رأيت صديقي العزيز هنري كليرفال مستلقيا هناك باردا برود البحر الذي عبرته!
صرخت: «لا! هنري، أوه، هنري، ليس أنت أيضا! أنا المسئول عن كل هذا، هذا خطئي أنا ...»
لم يعد جسدي يتحمل الألم فسقطت على الأرض. وقضيت الشهرين التاليين في نوبة حمى شديدة، وقد مرضت بشدة حتى إن حياتي كانت في خطر معظم الأوقات. وعندما استيقظت وجدت نفسي في السجن. كنت أخرف وأهذي خلال مرضي حول تسببي في قتل أخي، وسجن جاستين، والآن مقتل هنري. تأوهت بصوت مرتفع حتى إنني أيقظت الممرضة التي كانت تجلس بجانب فراشي.
قالت وهي تبدو متعجبة: «سيد فرانكنشتاين، هل أنت مستيقظ؟!»
قلت في هدوء: «أجل، آمل أن ألا يكون هذا إلا كابوسا. يؤسفني أنني مستيقظ وفي هذا المكان الكريه بعد كل ما حدث. ليتني مت.»
قالت: «يجب أن أذهب وأخبر القاضي!» نهضت الممرضة وتركتني وحدي في زنزانتي. وحضر السيد كيروين بعد وقت قصير من ذهابها، ودار بيننا حوار طويل. عاملني القاضي معاملة مهذبة ونزيهة، فهو الذي رتب أمر العناية بي أثناء وجودي في سجنه، وحاول أن يوفر لي المزيد من سبل الراحة. وقد فتش أغراضي التي كانت في القارب بعد مرضي، ورأى خطابات هنري وأسرتي، وعلم أنني رجل مثقف ونبيل، وعلم أيضا أنني لا يمكن أن أكون مذنبا، لكنه لا يستطيع أن يطلق سراحي إلى أن تثبت براءتي.
شكرت القاضي من أجل كرم أخلاقه وسألته بسرعة هل تلقى أي أخبار عن أسرتي، فأنا أريد أن أعرف هل كل فرد فيهم بخير أم لا.
أجاب القاضي: «أجل، إنهم بخير، وهم حزانى لموت أعز أصدقائك، ويستبد بهم القلق على صحتك المعتلة، وهم يعرفون أنك بريء. والآن لا بد أن نثبت هذا لسائر المحكمة.» وتوقف القاضي عن الكلام لحظة ثم أردف: «ثمة شخص هنا يود مقابلتك.»
أول ما تبادر إلى ذهني هو أنه المسخ لذا صرخت: «لا! لا أريد أن أراه!»
صفحه نامشخص