Foundations and Principles and Applications of Reflection
القواعد والأصول وتطبيقات التدبر
ناشر
دار الحضارة للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
ژانرها
وإن كان قد ذكر أنَّ في التَّوراة نُورًا؛ كما قال: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ﴾ (المائدة: ٤٤)، ولكنَّ الغَالب على شريعتِهم الضياء؛ لما فيها من الآصار والأغلال والأَثْقال. ووصَفَ شريعة محمدٍ ﷺ بأنها نورٌ؛ لما فيها منَ الْحَنِيفِيَّةِ السَّمحة؛ قال اللهُ تعالى: ﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (١٥)﴾ (المائدة)، وقال: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧)﴾ (الأعراف)، ولما كان الصبر شاقًّا على النفوس، يحتاج إلى مجاهدة النفس وحبسها وكفها عما تهواه، كان ضياءً» (١).
١٥ - قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (١١٧)﴾ (هود).
تأمل في الجملة الأخيرة ﴿وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾، ولم يقل: (صالحون)؛ لأن الصلاح الشخصي المُنْزَوي بعيدًا لا يَأْسَى لضعف الإيمان، ولا يُبالي بهزيمة الخير، فكن صالحًا مُصْلِحًا، وراشدًا مُرْشِدًا (٢).
١٦ - قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾ (مريم: ٥٩).
فقوله: ﴿وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ﴾ قال السعدي ﵀: «بمعنى أرادوها وصارت هي همهم، وانقادوا لها وصاروا مطيعين لها؛ فلذلك قال: ﴿وَاتَّبَعُوا﴾ ولم يقل:
(١) جامع العلوم والحكم (٢/ ٢٤ - ٢٥). (٢) ليدبروا آياته (١/ ١٠٩).
1 / 141