239

Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

ژانرها

وقد ذكَر القرآن الكريم: أنّ سهولة العبادات ويُسْر الطاعات أمْر مشترَك بين الرسالات السماوية، فقال تعالى: ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (الحج:٧٨).
وقد نهى ﷺ عن التّنطّع في الدِّين، والغلوّ في الفكر، والتشدد في العبادة. فعن ابن مسعود ﵁، أن النبي ﷺ قال: «هلك المتنطعون -قالها ثلاثًا-»، رواه مسلم.
والتنطع هو: المبالغة في العبادة.
وعن جابر بن عبد الله ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ مِن أحبِّكم إليّ وأقربكم منِّي مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا. وإنّ أبغضَكم إليّ وأبعدَكم منِّي مجالس يوم القيامة: الثرثارون، والمُتشدِّقون، والمُتفيْهقون»، رواه الترمذي، وقال: "حديث حسن".
وعن عمر -رضي الله تعالى عنه- قال: «نُهينا عن التّكلّف»، رواه البخاري.
وقال تعالى لرسوله ﷺ: ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ﴾ (ص:٨٦).
وعن منهج الدّعوة إلى الله في التيسير وعدم التعسير، روى أنس -رضي الله تعالى عنه- عن النبي ﷺ، قال: «يَسِّروا ولا تُعسِّروا، وبشِّروا ولا تُنَفِّروا»، متفق عليه.
وقال ﷺ: «إنّ الدِّين يُسر، ولن يُشادّ أحدٌ الدِّين إلاّ غلَبه؛ فسدِّدوا وقاربوا، وأبشروا. واستعينوا بالغدْوة والرّوْحة وشيء من الدُلْجة»، رواه البخاري.
وعن ابن مسعود ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بمن يَحْرمُ أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كلّ قريب هيِّن سهْل»، رواه الترمذي وقال: "حديث حسن".

1 / 265