Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University
أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة
ناشر
جامعة المدينة العالمية
ژانرها
بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس الثالث عشر
(تابع: من خصائص الدعوة الإسلامية)
١ - من خصائص دعْوة الإسلام
توافُق الدّعوة مع العقل والفطرة ُ
إنّ ممّا تفرد به الإسلام أنه دِين لا يتعارض مع العقول السليمة، ولا يصادم الفكر السّديد، ولا يتناقض مع الفطرة النّقيّة. ومن خلال التّعريف اللّغوي والاصطلاحي للعقل، يبرز مدى الارتباط بين شرْع الله وأحكامه، وبين العقل وخصائصه.
"العقل" هو: العلْم بصفات الأشياء، مِن حُسْنها وقُبْحها، وكمالها ونقصانها، أو العلْم بخير الخيريْن وشرّ الشّرّيْن، أو هو: القوة التي يكون بها التمييز بين القبح والحسن، وأنه نور روحاني به تُدرك النفس العلوم الضرورية والنظرية.
وسُمي عقلًا؛ لأنه يعقل صاحبه عن التّورّط في المهالك.
والعاقل: هو الإنسان المدرِك الفاهم للشيء، أو هو الذي يَحبس نفسه ويردّها عن هواها أخذًا من قولهم: "اعتُقِلَ لسانه، إذا حُبس ومُنع الكلام".
والشيء المعقول: ما يعتقله الإنسان بعقله، ويطمئنّ له قلبه، وينشرح له صدره.
مكانة العقل في الإسلام:
حظي العقل في رحاب الإسلام بمكانة سامية ومنزلة عليا، وقد أشار ﷺ إلى هذه المكانة في قوله: «ما خَلق الله خلقًا أكْرمَ من العقل»، وقال ﷺ: «ما كسب أحدٌ شيئًا أفضلَ من عقلٍ يهديه إلى هدىً، أو يَرُدّه عن ردىً».
ولقد امتدح القرآن الكريم أصحاب العقول السليمة التي تَهدي إلى الحق، فكلّ أمر حسنٍ ذي بالٍ يوصف أصحابه بالعقل والعلم. قال تعالى: ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾ (العنكبوت:٤٣).
1 / 259