Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

Medina International University d. Unknown
116

Foundations and Methods of Da'wah 1 - Al-Madinah University

أصول الدعوة وطرقها ١ - جامعة المدينة

ناشر

جامعة المدينة العالمية

ژانرها

الإسلام. هؤلاء الفتيان والفتيات تشملهم شريحة كبيرة من شرائح المجتمع، وهُمُ الذين ينبغي أن تتوجّه إليهم جهودُ الدّعاة، كما أمَر الله في قوله تعالى: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هَِيَ أَحْسَنُ﴾ (النحل:١٢٥). فهُم تربة صالحة ومناخ ملائمن يتقبّل التوجيه ويُسرع إلى الإذعان. ولقد كان الرسول ﷺ يُعالج هذا الصّنف من الناس معالجة طيِّبة تَحملهم على ترْك المعاصي وتحبِّب إليهم الطاعة. فقد روى أبو أمامة ﵁: أنّ غلامًا شابًا أتى النبي ﷺ فقال: يا نبي الله. تأذن لي في الزِّنى؟ فصاح الناس به. فقال النبي ﷺ: «أتُحبُّه لأمِّك؟». قال: لا. جعلني الله فداك. قال ﷺ: «كذَلِك الناسُ لا يُحبّونه لأمَّهاتِهم. أتُحِبّه لابنتِك؟». قال: لا. جعلني الله فداك. قال: «كذلك الناسُ لا يُحبّونه لبَناتِهم. أتُحِبّه لأختك؟». قال: لا. جعلني الله فداك. وزاد ابن عوف، حتى ذكَر العمّة والخالة، وهو يقول: في كلّ واحدة لا، جعلني الله فداك، وهو ﷺ يقول: «كذلك الناس لا يُحبونه». وقالا جيمعًا في حديثيهما -أعني: ابن عوف وأبو أمامة-: «فوضع رسول الله ﷺ يده على صدره وقال: اللهم طهِّرْ قلبَه، واغفرْ ذنبه، وحصِّن فرْجَه. فلم يكن شيء أبغض إليه منه -يعني: الزنى-». رواه أحمد بإسناد جيد. وهؤلاء الذين ارتكبوا المعاصي عن جهل، أو تقاعسوا عن أداء العبادات كسلًا، يجب أن تُفتح لهم أبواب الأمل في رحمة الله، وأن يُدفع عن قلوبهم اليأس والقنوط. قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزُّمَر:٥٣).

1 / 131