إن يكونوا قاموا في ساعة واحدة ويوم واحد لم يدر بعضهم بقيام بعض، فيجب عليهم عند علمهم بأنهم قد قاموا كلهم في وقت واحد لم يسبق أحد منهم أحد أن يلتقوا ويجتمعوا ويجمع العلماء والصالحون معهم فينظروا أفضلهم في العلم، فإن استووا فيه جميعا نظر أشجعهم، فإن استووا في ذلك نظر إلى أجملهم وأتمهم وأشدهم بدنا فأنهض وأقيم فقد بان فضله عليهم ولا يستوون أبدا في ذلك إلا أنها حجة يحتج بها في ما ذكرتم.
وإن كانوا قاموا مفترقين في أيام مختلفة وكانوا مستوين في ما
ذكرنا فالإمامة للأول منهم؛ لأن حجته قد لزمتهم وطاعته عليهم واجبة في رقابهم [613] لازمة؛ لأنه قد سبقهم بطاعة ربه وبالدعاء إلى دين خالقه فلزمهم عند ذلك الطاعة والإجابة لدعوته لا يصح حينئذ لإمام إمامته إلا من بعد فقد هذا الأول القائم بالحق الداعي إليه إلا أن يجيء إمام أفضل منه فما دام لا يظهر إمام أفضل منه فلا يجوز لأحد أن يدعي إمامة في حياته إلا أن يكون ظالما لنفسه مثبتا بادعائه المقام درجته(1) مستوجبا من الأمة المباينة له لما هو فيه من مكابرته وتركه لتبع من أوجب الله عليه طاعته.
[تفسير قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}]
وسألتم عن معنى قول الله سبحانه: {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها}[النور:31]، فقلتم: قد قال قوم إن هذا ترخيص للمرة أن تبدي وجهها للرجال؟
صفحه ۱۲۰