Fiqh of the Signs of the Hour
فقه أشراط الساعة
ناشر
الدار العالمية للنشر والتوزيع
شماره نسخه
السادسة
سال انتشار
١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م
ژانرها
وهذا كلُّهُ من أكاذيب الرافضةِ على ال بيت رسول الله ﷺ، وهذا الكتابُ كما ذكرتُ آنفًا نُسبَ كَذبا إلى جعفَر الصادق -رحمه الله تعالى- وليس لهم برهان على إثباته سوى القول المجرد عن الدليل، بل قد نفى علي بن أبي طالب ﵁ أن يكون هو وذريته مخصوصين بشيء من الوحي دون الناس، وذلك فيما رواه البخاري -رحمه الله تعالى-: "أنه قيل لعلي ﵁ هَلْ عِنْدَكُمْ كِتَابٌ؟ قَالَ: " لاَ، إِلَّا كِتَابُ اللَّهِ، أَوْ فَهْمٌ أُعْطِيَهُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ، أَوْ مَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ. قَالَ: قُلْتُ: فَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ؟ قَالَ: العَقْلُ (٢)، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَلاَ يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ " (٣)
أما نسبة هذا العلم إلى آدَمَ ﵇ فليست صحيحة، إذ إن كل ما رُوي في ذلك عن آدَمَ ﵇ من أنه كان عالمًا بحروف أبي جاد، وأن الله أنزلها عليه، فقد نُقِلَتْ عن أخبار إسرائيلية، لا يُوثَقُ بها، وقد أجمع المسلمون على أن ما روي عن بني إسرائيل في الأنبياء المتقدمين لا يُجْعَلُ عُمدَةً في ديننا، ولا يجوز التصديقُ بصحتها إلا بحجة صحيحة واضحة (٤)، كما قال النبي ﷺ في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة: "لَا تُصَدّقُوا أَهْلَ الْكِتَابِ، وَلَا تكَذِّبُوهُمْ، و﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا﴾ ... " (٥).
(٢) العقل: الدية، "النهاية في غريب الحديث"، (٣/ ٢٧٨).
(٣) أخرجه البخاري، (١٦٠٤)، كتاب الجهاد والسير.
(٤) انظر: "مجموع الرسائل والمسائل" (١/ ٣٨٣).
(٥) أخرجه البخاري، (٩/ ٢٨٠)، كتاب التوحيد.
1 / 212