Fiqh al-Ad‘iya wa-al-Adhkar
فقه الأدعية والأذكار
ناشر
الكويت
شماره نسخه
الثانية
سال انتشار
١٤٢٣هـ/٢٠٠٣م
ژانرها
ويشرب الخمر ويخاف أن يُعذَّب؟ قال: "لا، يا ابنة الصِّدّيق، ولكنَّه الرجل يصلّي ويصوم ويتصدّق ويخاف أن لا يقبل منه "١.
رابعًا: أن يكون دون الجهر؛ لأنَّه أقرب إلى حسن التفكُّر، قال ابن كثير ﵀: "ولهذا قال: ﴿وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ﴾ وهكذا يُستحبُّ أن يكون الذِّكر، لا يكون نداءً وجهرًا بليغًا"٢، وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري ﵁ قال: رفع النّاس أصواتهم بالدعاء في بعض الأسفار فقال لهم النبي ﷺ: "ياأيُّها الناس أربعوا على أنفسكم، فإنّكم لا تدعون أصمّ ولا غائبًا، إنّ الذي تدعونه سميعٌ قريبٌ أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" ٣.
خامسًا: أن يكون باللسان لا بالقلب وحده، وهو مستفادٌ من قوله: ﴿وَدُونَ الجَهْرِ﴾ لأنَّ معناه: ومتكلِّمًا كلامًا دون الجهر، ويكون المرادُ بالآية الأمرَ بالجمع في الذكر بين اللسان والقلب، وقد يقال: هو ذكره في قلبه بلا لسانه بقوله بعد ذلك: ﴿وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ﴾ إلاّ أنّ الأوّل هو الأصحّ كما حقّق ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية ﵀ وغيرُه من أهل العلم.
وقد نظر له ﵀ بقوله ﷺ فيما روى عن ربّه أنَّه قال: "من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم"٤، قال: وهذا يدخل فيه ذكره باللسان في نفسه، فإنَّه
١ المسند (٦/١٥٩،٢٠٥) . ٢ تفسير القرآن العظيم (٣/٥٤٤) . ٣ صحيح البخاري (رقم:٤٢٠٥)، وصحيح مسلم (رقم:٢٧٠٤) . ٤ صحيح البخاري (رقم:٧٤٠٥)، وصحيح مسلم (رقم:٢٦٧٥) .
1 / 58