صفة اخرى فى زراعته: وهى ان تقطع الارض احواضا بعد تدبيرها كما ذكرنا يكون فى طول الحوض اثنى عشر ذراعا وفى طوله اربعة اذرع ثم يجعل فيها الزبل الرقيق البالى ثم يدخل عليها الماء حتى تثرى ارضها ثم يزرع كزراعة الشعير على ان يقع من الزريعة تحت الشبر حبتان او ثلاث ثم تحرك الارض مع الزريعة بالحفير ولا يكون الحفير غميقا ليلا تندفع الزريعة فيه فلا تنبت لضعفها ولا يكون الحفير ايضا لطيفا جدا ليلا تظهر الزريعة على وجه الارض فيتمكن منها حر الشمس فلا تنبت ايضا، وانما يكون حفرها متوسطا فاذا نبت النبات فيها وخرج له عين وثانى نقشت عند ذلك وخففت ثم تترك يسيرا ويعاد عليه النقش مرة بعد اخرى وهذه غراسة محمودة وهى من احب ما يكون فى زراعته من اجل ان الحبة تنبت وحدها فى موضعها ولا يضيق عليها غيرها وتزرع مائة حوض منها رطلين ونصف
زراعة البطيخ
البطيخ كله يوافقه السقى حاشا السكرى منه فانه لا يوافقه الماء والبطيخ البعلى بالجملة اعلى واطيب من السقى الا ان منه ما لا يجود الا بالسقى، والبطيخ السكرى اطيب وافضل انواع البطيخ، واكثر ما يجود فى المواضع التى لا يأخذها ماء. ولا يلحقها ثرى فعند ذلك تشتد حلاوته المركبة فيه واذا صحبه الماء استحال طعمه وانكسرت حلاوته.
صفحه ۱۲۸