وانما يفعل ذلك بها ليلا ينبطل منها شىء لان زريعته ضعيفة فلو وقع عليها الحرث لبطل اكثرها واذا كان هكذا على غير سقى فلا تجعل له من الزبل الا يسيرا وان كانت ارضه مدمنة استغنت عن الزبل ويبكر بزراعته ان كان بعلا. واكثر ما يجود فى البلاد المعتدلة المائلة الى الحرارة والله اعلم
زراعة الكرويا
زراعتها قريبة من زراعة الكمون فى الحرث والوقت، ووجه العمل فيها ان تحرث لها الارض فى اول نونبر وتطيب، فاذا كان فى شهر يناير اعيد عليها الحرث ثم تقام احواضا على ما تقدم من الصفة ويطرح فى كل حوض ثلاث قفف من الزبل واقل من هذا يطرح للكمون ويكون الزبل معفنا رقيقا باليا ويزرع كزراعة الشعير تزرع مائة حوض منها ثلاثة ارطال وتحرك الارض تحريكا جيدا لكى تختلط به ثم يسقى بالماء عند ذلك ثم ينظر الى ارضها فمتى جفت رطوبتها سقيت، يفعل ذلك بها حتى تنبت ويعتدل نباتها ثم يقطع عنها السقى فاذا صار النبات قدر الاصبع اخذ من الزبل المدكور [المذكور] مقدار قفة ويفرش الحوض به يفعل ذلك لكل حوض منها ثم تنقش ويحرك الزبل مع الارض وتكون المناقش التى تنقش بها عقابية فى هيئة المناجل التى تستعمل فى الحصاد معقوفة مثلها الا انها اقوى منها واعظم فتنقش وتنقى من عشبها ويكون تحريكها مرتين او ثلاثا ثم تترك الى ان ينظر الى نباتها قد اظلم فاذا كان كذلك علمت انه محتاج الى الماء فتسقيه عند ذلك ثم يترك الى ان يبدأ فيه النوار، فاذا بدا فيه النوار خفف عنه السقى فيسقى مرة فى الجمعة يفعل ذلك به الى النصف من مايه ثم يرفع عنه السقى فلا يسقى بوجه لانه وقفت عينته فاذا اعقد الحب فيه جمع ولا يترك حتى يطيب غيره لانه انما يطيب شيئا بعد شىء ولو ترك الحب الذى يطيب اولا حتى يلحق غيره انسقط وذهب فكان لا يحصد منه الا البطن الآخر وكذلك لو حصد عند اول بطن لذهب الثانى والثالث وانما يجمع حبه اخضر وكذلك يدخر كما هو.
صفحه ۱۲۲