حمزة وخالف حمزة في أشياء وتوفي في سنة تسع وعشرين ومائتين وله من الكتب١.
ابن مجاهد: آخر من انتهت اليه الرياسة بمدينة السلام في عصر أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد وكان واحد عصره غير مدافع وكان مع فضله وعلمه وديانته ومعرفته بالقراءات وعلوم القرآن حسن الأدب رقيق الخلق كثير المداعبة ثاقب الفطنة جوادا ومولده سنة خمس وأربعين ومائتين وتوفي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شعبان سنة أربع وعشرين وثلثمائة ودفن في تربة في حريم داره بسوق العطش ثاني يوم موته وله من الكتب كتاب القراءات الكبير كتاب القراءات الصغير كتاب الياءات كتاب الهاءات كتاب قراءة أبي عمرو كتاب قراءة بن كثير كتاب قراءة عاصم كتاب قراءة نافع كتاب قراءة حمزة كتاب قراءة الكسائي كتاب قراءة بن عامر كتاب قراءة النبي ﷺ.
ابن شنبوذ: واسمه محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ وكان يناوىء أبا بكر ولا يفسده وكان دينا فيه سلامة وحمق قال لي الشيخ أبو محمد يوسف بن الحسن السيرافي أيده الله عن أبيه أنه كان كثير اللحن قليل العلم وقد روى قراءات كثيرة وله كتب مصنفة في ذلك وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلثمائة في محبسه بدار السلطات وكان الوزير أبو علي بن مقلة ضربه أسواطا فدعا عليه بقطع اليد فاتفق أن قطعت يده وهذا من عجيب الاتفاق.
ذكر شيء مما قرأ به بن شنبوذ:
إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله٢ وقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا٣ وقرأ اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية٤ وقرأ فلما خر تبينت الناس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين٥.
_________
١ كذا في الأصل.
٢ وذلك في قوله تعالى: ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾ سورة الجمعة الآية: ٩.
٣ وذلك في قوله تعالى: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ سورة الكهف الآية: ٧٩.
٤ وذلك في قوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً﴾ سورة يونس الآية: ٩٢.
٥ وذلك في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ﴾ سورة ص الآية: ٢٤.
1 / 50