كان الرجل جالسا هناك ينظر إلى النار. ولم يتحرك حتى حين وقف نك على مقربة منه.
تحدث نك إليه قائلا: «مرحبا!»
رفع الرجل نظره إليه.
وقال: «من أين لك بهذه الكدمة في عينك؟» «لكمني عامل مكابح.» «وأنزلك من قطار الشحن؟» «أجل.»
تحدث الرجل قائلا: «لقد رأيت هذا النذل. مر من هنا قبل ما يقرب من ساعة ونصف الساعة. لقد كان يسير فوق العربات وهو يصفق بذراعيه ويغني.» «يا له من نذل!»
قال الرجل بجدية: «لا بد أنه قد ابتهج بعد أن لكمك.» «سوف أضربه.»
نصحه الرجل قائلا: «اقذفه بالحجارة حين يمر بك يوما.» «سأنال منه.» «إنك شرس، أليس كذلك؟»
أجابه نك: «بلى.» «الفتيان جميعهم شرسون.»
قال نك: «لا بد للمرء أن يكون شرسا.» «هذا ما قلته.»
نظر الرجل إلى نك وابتسم. في ضوء النار، رأى نك أن وجهه كان مشوها. كان أنفه غائرا، وكانت عيناه كشقين، وشفتاه غريبتي الشكل. لم يلاحظ نك كل هذا على الفور؛ لقد لاحظ فقط أن وجه الرجل كان غريب الشكل ومشوها. كان لونه يشبه المعجون. وبدا كالأموات في ضوء النار.
صفحه نامشخص