قالت: «أشكرك.. فيما بعد.. بماذا تأمر؟..».
فقال - وهو يناولها ملفا ضخما: «فى كم يوم يمكن الفراغ من نسخ هذا كله»؟
فقلبت الأوراق ونظرت فى الخط والسطور، ثم رفعت رأسها إليه وقالت: «صعب أن أقول كم يستغرق.. ولكن.. بعد ورقة أو اثنتين أستطيع أحكم حكما قريبا من الصحة».
فهز رأسه وهو يبتسم وتحول عنها، ثم خطر له خاطر، فدار على عقبيه بسرعة وسألها: «يهودية»؟
فابتسمت وقالت وهى تهز كتفيها: «لأنى شقراء»؟
فقال: «إذن أنت..».
فأراحته من عناء التخمين، وقالت: «مسلمة».
فقال وهو يهز رأسه بعنف: «أنا أيضا مسلم».
فلم تقل شيئا واجتزأت بالابتسام وشرعت ترفع غطاء الرمنجتون، وتركها هو وذهب فجلس على الكرسى الآخر، ثم رآها تتلفت فى الغرفة، فنهض وهز رأسه مستفسرا، فنهضت هى أيضا وقالت: «لا تتعب نفسك.. أظن أن فى وسعى أن أجد كرسيا من الخيزران فى..».
فقال وهو يعدو إلى الباب: «بالطبع.. أما أنى لمغفل..».
صفحه نامشخص