قلت: «بديهى.. حتى لا يرانا اللصوص فيخافوا.. نعم يحسن أن لا نضع شيئا يزعج اللصوص ويفسد عليهم متعتهم».
فصاح بى: «يا أخى ألا تكف عن هذا العبث»؟
قلت: «كففت بإذن الله.. تفضل.. ولكن اسمح لى أن أسأل هل تعنى أن ترسل الأطفال وحدهم فى ناحية، وأمهم وأختك فى ناحية وتذهب أنت إلى حيث ألقت، وأعود أنا إلى البيت وقد تخلصت منكم جميعا؟ إن كان هذا مرادك فأنا من الآن موافق والسلام عليكم، ولا تكلفوا أنفسكم إرسال عناوينكم».
وبعد أن هدأت الضجة التى أثارتها هذه الكلمات البريئة، قال سليم: «تأخذ أنت الأطفال وهاتين أيضا - وأشار إلى زوجتى وأخته - وتركب تاكسى وتمر أولا بمركز البوليس ثم لا تتكل عليه بل تذهب تبحث.. وأنا أذهب أبحث من ناحية أخرى».
فقالت زوجتى لسليم: «أكون أنا معك فإنى لا أكاد أطيق مزاحه فى مثل هذه الساعات.. إنه لا يفرق بين جد وهزل كل وقت عنده صالح للضحك ... شىء فظيع..».
قلت: «أشكرك.. على أنى أستطيع أن أهذب لك خطتك العقيمة..».
فقالت زوجتى: «بالله اسكت.. أرجوك.. أر.. جوووووو».
قلت: «حالا. حالا. كل شىء فى وقته يا امرأة.. وهل هذا وقت رجاء؟ إنه وقت العمل.. ألا تفهمين؟ اسمع يا هذا. تذهب أنت إلى البوليس وتعفينى من هذه المهمة التى لا أرتاح إليها ولا أعتقد أن فيها فائدة، وتأخذ معك هذه الزوجة الجاحدة الناكرة للجميل، وأفعل بعد ذلك ما تستطيع.. وإلى الملتقى فى البيت العامر إن شاء الله».
فقالت زوجتى: «أيوه.. أنا أقول لكم ماذا ينوى أن يصنع.. سيذهب إلى البيت مباشرة ولا يكلف نفسه أى عناء فى البحث عن سيارته.. وسترون».
وكنت مقتنعا بهذا الرأى حتى لقد اشتريت «صفيحة» بنزين من القناطر وضعناها معنا فى التاكسى، وقلت للولو: «لهذا فائدة أخرى هى أن يعتقد سائق التاكسى حين نتركه ونركب سيارتنا أنا ما استأجرنا سيارته إلا لهذا السبب، فلا يروح يعجب أو يسأل عن شىء ولا يبدو له شىء غريب فى عملنا».
صفحه نامشخص