قالت: «استحسن زوجها أن يكون ذهابها إليه يوم الجمعة بدلا من يوم الأحد».
فانحططت على الكرسى وقلت: «ووافقت أنت بالطبع»؟
قالت: «وماذا أصنع غير ذلك؟ وقد أصرا على يوم الجمعة، فلو رفضت لفارقتنا ولعدنا إلى حيرتنا القديمة».
قلت: «يا امرأة.. هل تعرفين أنى أتضور فى هذا البيت؟ يوم الجمعة الذى أستريح فيه وأظل أحلم طول الليل بما أطمع أن أنعم به من الآكل ... أوه إن هذا لا يطاق! هذه.. هذه.. هذه.. نعم بلشفية صريحة، ومع ذلك تزعم الحكومة أنها تكافحها.. ما عيب يوم الأحد بالله.. لماذا يجب - حتما - أن تكون بطالتها يوم الجمعة لا غيره»؟
فضجرت زوجتى وبدأت تنفخ، وقالت: «ألا تسكت؟ مالك أنت.. إن لك أن تأكل والسلام.. ثم أنها مسلمة وكذلك زوجها فيوم الجمعة أوفق لهما».
قلت: «وهل من الضرورى أن تتزوج هذه الدميمة وذلك المغفل»؟
قالت، وهى تتمطى: «إنى أشعر بفتور وخدر فاعفنى بالله من وجع الدماغ.. وحسبى هم إطعامك فى هذا اليوم الثقيل».
فقلت، وقد خطرت لى فكرة: «اسمعى، أقل لك».
قالت وهى تضحك: «وهل ترانى اليوم هنا إلا لأسمع؟ تفضل يا سيدى ونور عينى.. وماذا أيضا»؟
قلت: «وتاج رأسك.. اسمعى.. إن الفتور يغشى جسمك كما تقولين، وأنا رأسى يكاد يطير مذ عرفت أن هذه الطباخة الكريهة الوجه قد تخلت عنا فى يومنا هذا، فما قولك فى أكلة ناشفة خفيفة نصنعها هنا أو نشتريها»؟
صفحه نامشخص