ففوجئت بالدكتور العودة ينشر - بتحريض من الدكتور الهويمل! - ردا من أربعة أجزاء في صحيفة الرياض ولم يكن الرد على ما نقدت رسالته حول أخطائها في (بيعة علي بن أبي طالب) وإنما كان ردا علي في موضوع لم أتفوه به! ألا وهو نفي وجود عبد الله بن سبأ! فألزمني بأنني أنفي وجوده لأنني أثنيت على الدكتور عبد العزيز الهلابي (وله دراسة ينفي فيها عبد الله بن سبأ ويعتبره شخصية وهمية ليس لها وجود) ! وليس الهلابي وحده الذي يرى هذا الرأي بل معه كوكبة من العلماء الباحثين قديما وحديثا وهؤلاء الذين مع الدكتور الهلابي هم ينفون وجود ابن سبأ أو ينفون -على الأقل- الدور الكبير الذي صوره له سيف بن عمر، فالظاهر أن الدكتور العودة رأى أن يرد علي بدلا من الهلابي أخذا ب (الثأر)! من نقدي السابق لرسالته! رغم أن نقدي لرسالته كان هادئا لدرجة كبيرة والغريب أن الحوارات يومها كانت عن القعقاع بن عمرو وليس عن ابن سبأ وكنت يومها قد نفيت وجود القعقاع بن عمرو وقد يكون الدكتور العودة خلط بين عبد الله بن سبأ والقعقاع بن عمرو وظن أنهما شخصية واحدة وهذا ليس بمستغرب لأنه قد جمع أشخاصا كثيرين واعتبر أنهم كلهم هم عبد الله بن سبأ! فابن السوداء عنده هو ابن سبأ، وكذلك ابن سبأ هو وعبد الله بن وهب الراسبي وعبد الله بن حرب وغيرهم فلا يستبعد أن يظن أن القعقاع بن عمرو هو عبد الله بن سبأ أيضا! فرأى مقالاتي في نفي القعقاع وظن أنها في نفي عبد الله بن سبأ! فإن صدق ظني - وأرجو أن يكون ظني خاطئا - فقد خلط بين الشخصيتين، لذا أحب تصحيح المعلومات للدكتور فالقعقاع غير ابن سبأ فالأول يزعم سيف بن عمر أنه تميمي أما الثاني فيزعم سيف أيضا أنه سبئي من اليمن صحيح أن الاثنين يتفقان في كون كل واحد منهما يتكون اسمه من سبعة حروف! لكن اتفاق أسماء الأشخاص في عدد الحروف لا يعني بالضرورة أن الشخصيات واحدة!
صفحه ۷۶