لكن الدكتور العودة وقع في تحريف عجيب متعمد وأنا لم أجزم أنه متعمد إلا وأنا على يقين وسيأتي بيان ذلك لكن المقارنة كانت ظالمة بسكوت الدكتور على كلام أهل الجرح والتعديل في سيف واظهارها في أبي مخنف وهذا لم أستغربه فهو سهل قياسا بما ذكره الدكتور عندما قال (أما الطامة الكبرى فوق ما تقدم فهو سب أبي مخنف للصحابة وروايته الموضوعات عن الثقات، وفي هذا يقول ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات. وقال السليماني: كان يضع للروافض -لسان الميزان (4/366)اه.
أقول: الدكتور العودة يعرف أن كثيرا من القراء أضعف من أن يرجعوا للمصادر ويحاكم هذه الأقوال، فهذه الأقوال ليست في أبي مخنف وإنما في عمرو بن شمر الكوفي فارجعوا إلى اللسان (4/366) تجدوا هذه الأقوال في ذم عمر بن شمر وليس في تلك الصفحة ذكر لأبي مخنف البتة!!
لكن أتدرون لماذا فعل هذا الدكتور؟
فعل هذا لأن سيفا متهم بالانحراف عن علي فيريد الدكتور أن يثبت أن أبا مخنف (يشتم الصحابة)!! ثم سيف متهم بالزندقة والوضع في الحديث فأراد الدكتور العودة أن يتهم أبا مخنف بالوضع في الحديث أيضا!!! ولما لم يجد في ترجمة أبي مخنف ما يسعفه ذهب إلى شيعي آخر اسمه (عمر بن شمر!!) ونقل الأقوال فيه إلى أبي مخنف !! وهذه كما قلت من أعجب التحريفات المتعمدة التي رأيتها في حياتي!! والغريب أن السليماني في الموضع المشار إليه قال (كان عمرو يضع للروافض) فقام الدكتور وحذف كلمة (عمرو)!! لأنه لو أبقاها لعرف القراء الجادون - إن عادوا- أن المقصود عمرو بن شمر وليس أبا مخنف لكن لا يجوز أن نذمه بالجرح الموجود في غيره!! كما لا يجوز أن نتهمه بالوضع في الحديث لأن سيفا يفعل ذلك!!
صفحه ۲۹