والرواية فيها ضعف كبير سندا ومتنا ومن أراد معرفة ذلك فليرجع إلى بحث الدكتور الهلابي عن عبد الله بن سبأ (ص35) والنظر في الإسناد كاف في معرفة ضعفها! ففيها مجالد ومجالد مجالد! ثم إن عبد الله بن سبأ لم يرد اسمه صريحا إنما ورد اسم عبد الله بن وهب وهذا -إن كان عبدالله بن وهب الراسبي- فقد قتل قبل موت علي بينما هذه الرواية لم تذكر هذه القصة بعد مقتل علي.
رواية ثالثة:
هذه الرواية لم يعثر عليها العودة أيضا وقد رواها ابن شاهين حسب ما أورده ابن تيمية في المنهاج (1/23) ورواها ابن شاهين عن محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن الوليد عن جعفر بن نصير عن عبد الرحمن بن مغول عن أبيه عن الشعبي وفيها (أحذركم من هذه الأهواء المضلة، وشرها الرافضة..) ثم سرد رواية طويلة فيها قوله (منهم عبد الله بن سبأ يهودي من يهود صنعاء نفاه إلى ساباط وعبد الله بن يسار نفاه إلى خازر!!).
أقول: هذه الرواية باطلة سندا ومتنا لأن مصطلح الرافضة لم يوجد إلا بعد وفاة الشعبي بنحو عشرين عاما!! لأن الشعبي مات نحو عام 104ه بينما كلمة زيد عن الرافضة لم يأت إلا عام 122ه!! ثم اشتهرت بعد ذلك.
كما أن في الإسناد عبد الرحمن بن مالك بن مغول من أكذب الرواة وهو متهم بوضع الحديث وهو معاصر لسيف بن عمر أيضا وهما كوفيان!! فلعل الأمر تم باتفاق وتواطؤ بين الأقلية من الرواة النواصب الموجودين في الكوفة الشيعية نتيجة العصبية المذهبية، وإن كنت لا أتحمس لنظرية المؤامرة، لكنني أرى أن (سيف بن عمر وعبد الرحمن هذا ومجالد) كلهم كوفيون ومتعاصرون وكذابون ومتهمون ومنحرفون عن علي !! ومنهم جاءت هذه التفصيلات!! فلعل الأمر فيه اتفاق بين هؤلاء الكذابين وهذه الاتفاقات بين الكذابين معروفة عند أهل الحديث تماما فهناك قصص مشابهة.
صفحه ۲۵