الرواية الخامسة
أورد الدكتور العودة رواية حجية الكندي وفيها أن عليا قال وهو على المنبر (من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله وعلى رسوله -يعني ابن السوداء- لولا أن لا يزال يخرج علي عصابة تنعى علي دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما).
أقول: الإسناد حسنه العودة! لكن المتن ليس فيه ذكر لعبد الله بن سبأ!! أما تفسير بعض الرواة لقوله (يعني ابن السوداء) فهذا التفسير لا يعرف مصدره! ثم لو سلمنا بأن مصدره متقدم فهذا يحتاج لبحث لإثبات أن ابن السوداء هو عبد الله بن سبأ!! ثم إن المتن نفسه فيه نكارة ظاهرة لأنه يفيد أن عليا متخوف من قتل ابن سبأ! وأنه نادم على قتاله الخوارج! وهذه الأخيرة تخالف ما تواتر عن علي في الصحيحين من فرحه بقتال الخوارج وذكره فضل من قاتلهم.
ورغم أنني إلى الآن لم أستوف البحث في مسألة وجود ابن سبأ لكنني استكملته موضوع (بطلان دور ابن سبأ) وأنتم لاحظتم أن حجج الدكتور ورواياته التي أوردها ضعيفة بحيث لا يحتاج مضعفها إلا أن يعلم أن إبليس خلق قبل عبد الله بن سبأ وأن المدرج ليس حجة وأن عليا فرح بقتال الخوارج وأن الرافضة لم تكن موجودة في عهد علي ... وهكذا فلو لم يكن عندي روايات أخرى غير ما أورده الدكتور لجزمت بنفي ابن سبأ مطلقا لكن عندي روايات أخرى سأذكرها وهي التي تجعلني أتوقف في مسألة نفيه مطلقا، إضافة إلى أن كل الروايات السابقة لو صح أنها في ابن سبأ فهي لا تتحدث عن دوره في الفتنة (موضوع رسالة الدكتور العودة)! وإنما تتحدث عن عقائد ابن سبأ.
صفحه ۱۷