8
ولهذه العقيدة التي تجعل من علي شريكا وشبيها للنبي في كل شيء قال الإسماعيلية بعصمة الأنبياء والأوصياء والأئمة، بل لعل الفاطميين لم يدينوا بعصمة الأنبياء ولم يؤولوا قصص الأنبياء هذا التأويل الذي نراه في كتبهم،
9
إلا لإثبات عصمة أئمتهم، ولا ينفرد الإسماعيلية بالقول بهذه العصمة، إنما هو رأي جميع فرق الشيعة، وكان موضوع عصمة الأنبياء من موضوعات الجدال بين علماء الكلام.
ولعل المشاركة الكبرى التي جعلوها بين محمد وعلي هي عقيدتهم في التأويل الباطن، وهو العلم الذي خصوا أنفسهم به، وسموا من أجله بالباطنية، فقد جعلوا محمدا هو صاحب تنزيل القرآن، وجعلوا عليا صاحب تأويله، أي إن القرآن الكريم أنزل على محمد بلفظه ومعناه الظاهر للناس، أما أسرار الدين وأسرار التأويل الباطن فقد أنزلت على محمد، ولكنه خص بها عليا وأبناءه من بعده دون غيرهم من البشر، وأن عليا وأبناءه من الأئمة هم الذين يدلون الناس على هذه الأسرار. أخذ الإسماعيلية بعض آيات القرآن الكريم دليلا على عقيدتهم في وجوب التأويل كقوله تعالى:
وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ، وقوله:
وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث ، وقوله:
سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
إلى غير ذلك من الآيات القرآنية التي ذهبوا في تفسيرها إلى أن الله تعالى جعل لدينه تأويلا خاصا، يختلف عما يقول به جمهور أهل السنة والجماعة الذين أطلق الإسماعيلية عليهم لقب أهل الظاهر أو العامة.
واستدلوا بقول الله تعالى:
صفحه نامشخص