في أدب مصر الفاطمية

محمد کامل حسین d. 1380 AH
106

في أدب مصر الفاطمية

في أدب مصر الفاطمية

ژانرها

3

وللمهلبي كتاب في الرد على كتاب المقصور والممدود لابن ولاد المصري،

4

وقيل إن المهلبي أخذ مادة هذا الكتاب عن المتنبي ونسبها إلى نفسه. وروى كثير من المصريين عن المهلبي، ومن أشهر تلاميذه: أبو يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي، وابنه بهزاد، وعبد الرحمن بن إسماعيل العروضي نزيل مصر، وغيرهم. وتوفي المهلبي سنة 285ه.

5

ومن أشهر علماء مصر في ذلك العصر: أبو الحسن طاهر بن أحمد بن بابشاذ الذي عد إمام عصره في النحو، وهو أحد الذين عهد إليهم تصحيح رسائل الكتاب في ديوان الإنشاء، يروي ابن خلكان: أن الخطيب التبريزي دخل مصر في عنفوان شبابه، وقرأ عليه بها الشيخ أبو الحسن بن بابشاذ النحوي وغيره علوم اللغة، ثم عاد إلى بغداد.

6

ألف من الكتب كتاب المقدمة المحسنية في فن العربية، ويوجد من هذا الكتاب ثلاث نسخ خطية بدار الكتب المصرية، وله شرح على هذه المقدمة، وشرح الجمل للزجاجي، وشرح كتاب الأصول لابن السراج، وله في النحو كتاب بلغ خمس عشرة مجلدة سماها النحاة بعده «تعليق الغرفة»؛ ذلك أن تلاميذه من بعده احتفظوا بهذا الكتاب عند من تصدر موضع ابن بابشاذ في حلقته بجامع عمرو، فقد انتقلت إلى تلميذه عبد الله محمد بن بركات السعدي النحوي اللغوي، ثم انتقلت بعده إلى صاحبه أبي محمد عبد الله بن بري النحوي، ثم بعده إلى أبي الحسين النحوي المنبوز بثلط الفيل، فكان كل واحد من هؤلاء العلماء يهبها إلى أخص تلاميذه، ويعهد إليه بحفظها. ولقد اجتهد جماعة من الطلاب في نسخها، فلم يتمكنوا من ذلك، وهكذا انتفع الناس بعلم ابن بابشاذ وبتصانيفه، وقد تزهد في أواخر أيامه، واستقال من عمله بديوان الإنشاء، وانقطع في غرفة بجامع عمرو، فخرج ذات ليلة من الغرفة إلى سطح الجامع، فزلت قدمه فسقط، وأصبح ميتا في اليوم الثالث من رجب سنة تسع وستين وأربعمائة.

7

وممن لهم أثر يذكر من علماء النحو واللغة علي بن جعفر بن علي السعدي المعروف بابن القطاع الصقلي، لم يكن مصريا، ولكنه من صقلية، فيها شب، وقرأ على علمائها كابن البر أبي بكر الصقلي اللغوي وأمثاله، ثم رحل عن صقلية لما أشرف الفرنج على تملكها في حدود سنة خمسمائة، فوفد على مصر متخذها وطنا له، ولقيه المصريون بالحفاوة، وبالغوا في إكرامه، وخصه الوزير الأفضل بن بدر الجمالي بالرعاية، وجعله مؤدبا لولده في علوم العربية وفنون الأدب. وقد روى ابن القطاع عن أبي بكر الصقلي كتاب الصحاح للجوهري، وعن طريق ابن القطاع اشتهرت رواية هذا الكتاب في الآفاق، وله حواش على كتاب الصحاح اعتمد عليها محمد بن بري النحوي المصري فيما تكلم عليه من حواشي الصحاح، ولابن القطاع عدة تصانيف أخرى منها: كتاب الدرة الخطيرة في شعراء الجزيرة - أي جزيرة صقلية - اشتمل على مائة وسبعين شاعرا، وعشرين ألف بيت شعر، وكتاب الأسماء في اللغة، جمع فيه أبنية الأسماء كلها، وكتاب الأفعال هذب فيه أفعال ابن القوطية وأفعال ابن طريف وغيرهما في ثلاث مجلدات، وله تاريخ صقلية، وتوفي في صفر سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودفن بقرب ضريح الشافعي.

صفحه نامشخص