2- المجمع العلمي: وقد أسس على عهد الفرنسيين سنة 1798، وألغي عند # جلائهم, ولكنه أعيد في عصر سعيد، وظل يعمل مدة حكم إسماعيل، مؤديا رسالته في نشر المباحث العلمية. ولا يزال حتى اليوم قائما، وإن تغير اسمه إلى مجلس المعارف المصري, ومقره وزارة الأشغال، وله مجلة تنشر أبحاثه, وقد تكلمنا عنه آنفا1.
3- جمعية المعارف سنة 1868، وهي أول جمعية علمية مصرية ظهرت لنشر الثقافة عن طريق التأليف والترجمة والنشر، وأسسها محمد باشا عارف, وأسهم في تأسيسها عدد كبير من أعيان البلاد، وقد اقتنت مطبعة، وقامت بطبع طائفة من أمهات الكتب في التاريخ والفقه والأدب2.
ولقيت الجمعية تشجيعا عظيما, حتى بلغ عدد أعضائها ستين وستمائة عضو من الطبقة الممتازة في الأمة3.
وظلت الجمعية تعمل، وتؤدي رسالتها الثقافية, إلى أن اشتد النزاع السياسي بين الخديو إسماعيل، والأمير عبد الحليم؛ لتنافسهما على أريكة مصر، وكان عارف باشا من أنصار حليم باشا، ففر إلى الآستانة خوفا من إسماعيل، وبذهابه انحلت الجمعية، وكان عارف أديبا، ويروى له قوله:
ألم تعلم بأن سماء فكري ... تلوح بأفقها شمس المعارف
تفرس والدي في المزايا ... فيوم ولدت لقبني بعارف
3- الجمعية الجغرافية سنة 1875، وتعد من أهم المنشآت العلمية بمصر، وتعنى بالأبحاث الجغرافية والعلمية وتدوينها، ونشرها, ولها مجلة دورية تنشر أبحاثها، وما تقوم به من اكتشافات، ولا تزال قائمة إلى اليوم.
4- الجمعية الخيرية الإسلامية، أنشئت أول الأمر بالإسكندرية سنة 1878، حين دفعت الحماسة جماعة من المتعلمين بالثغر -رأوا طغيان الأجانب، واشتداد نفوذهم، واستئثارهم بمرافق البلد- إلى تأسيسها, وكانت تعقد الاجتماعات ليلا, ويتبادل أعضاؤها الخطب، وقبيل افتتاحها انضم إليهم السيد عبد الله نديم، فكلفته الجمعية العمل على تأسيس مدرسة حرة يتعلم فيها أبناء المسلمين, وينشئون تنشئة صالحة، وظلت الجمعية والمدرسة تتقدمان حتى قامت الثورة العرابية, فتفرق القائمون بأمرها.
وقد أنشيء على غرار هذه الجمعية التعلمية جمعية باسمها في القاهرة، وأخرى بدمياط، أما الجمعية الحالية, فقد أسست سنة 1982, على غرار الجمعية الأولى حين اشتدت الحاجة إليها, وكان الداعي إلى تأسيسها الإمام الشيخ محمد عبده، وسنعود إلى الكلام عنها في ترجمته -إن شاء الله.
صفحه ۷۴