أخبرنا محمد بن إبراهيم بن علي الفارسي، أنا الحسن بن أبي العباس القاري، أنا أحمد بن عبد الله، قال: أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم المسعودي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن مسلم قال: سمعت نصر بن مرزوق يقول: سمعت عمرو بن أبي سلمة يقول: قلت للأوزاعي: يا أبا عمرو أنا ألزمك منذ أربعة أيام لم أسمع منك إلا ثلاثين حديثا! قال: وتستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام لقد سار جابر بن عبد الله إلى مصر، واشترى راحلة وركبها حتى سأل عقبة بن عامر عن حديث واحد فانصرف إلى المدينة وأنت تستقل ثلاثين حديثا في أربعة أيام. فتجرد القوم للحديث وطلبوه، ودأبوا في تحصيله وكتبوه، وقاموا بوظائفه حتى أتقنوه، وواظبوا على مدارسته حتى أحكموه، وذاكروا فيه ونشروه، وتفقهوا فيه ومهدوه، واستنبطوا منه ورتبوه، وميزوا بين المسند والمرسل، والموقوف والمعضل، وبينوا المحكم من المفسوخ، والناسخ من المنسوخ، ورتبوا الصحيح والمشهور، والغريب والمنكور، والمدلس والمنحول، والمحرف والمجعول، والعدول والمشاهير، والضعفاء وأرباب المناكير، وصنفوا المؤتلف والمختلف، والمتفق والمفترق، والأنساب والألقاب.
صفحه ۷۹